الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

من يكافح الإرهاب حقيقة؟

لم تتصدّر المملكة العربية السعودية دول العالم في مكافحة الإرهاب من منطلق معاناتها منه باعتباره مشكلة محلية فحسب، بل تصدّت له على مستوى العالم أجمع من خلال مبادراتها ومراكزها وتعاونها واتفاقياتها الأمنية مع الكثير من دول العالم، ويشهد قضاؤها على تنظيم القاعدة في المملكة، ليس ابتداء ولا انتهاء، من الشواهد الكثيرة من ضربات أجهزتها الأمنية الاستباقية في إحباط وإبطال الكثير من العمليات الإرهابية التي تجاوزت كفاءتها وقدرتها حدود المملكة لتنقذ الملايين من أرواح البشر في عدد من عواصم ومدن العالم. من نكات الأخبار السياسية في الأسبوع الماضي ما أعلن عن أن النظام القطري قد وقع اتفاقية منع تمويل الإرهاب مع واشنطن! في ظل وقت تطالب فيه الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب السلطات في الدوحة بتنفيذ المطالب الـ 13 والتي سبق أن وقّعت عليها الدوحة بالموافقة والتعهد على تنفيذها في اتفاقية الرياض 2013 ـ 2014، سوى أن «تنظيم الحمدين» استمر في دعم وتمويل الإرهاب والتحريض على استقرار وأمن المنطقة والتدخل في شؤون الدول الأخرى، عدا بقية قائمة الجرائم المتورط بها «تنظيم الحمدين»، والتي يطول سردها في هذا المقام والمقال. وقد لا تكون فترة ولاية الرئيس الراحل أوباما من أكثر العهود التي شابت العلاقات السعودية الأمريكية على مرّ تاريخ العلاقة بين البلدين فحسب، بل وأسوأ ثمانية أعوام قد مرّت على الولايات المتحدة ووصمة عار على الجبين الدولي حينما تنازل شرطي العالم الأول عن دوره المعتاد وسماحه لنظام إرهابي ممثلاً بإيران والتنظيمات الإرهابية التي ترعاها وتمولها وأنظمة حليفة لها، (تنظيم الحمدين) ممثلاً بسلطات الدوحة، وأخرى، وإيجاد وتمكين تنظيم كداعش بالتمدد والانتشار حتى بلغ السيل الزبى، فصار هذا التنظيم الإرهابي ورقة تفاوضها مع دول وحكومات! وإن كان ثمة درس سياسي عظيم تعلّمته واشنطن في ضوء المبادرات الست التي أسفرت عنها قمة الرياض الخليجية الأمريكية بقيادة الرياض فهو أن السياسة السعودية ليست فن الممكن كما هو دارج؛ وإنما فن إيجاد أكثر مما هو ممكن، ومن ثم الاختيار فيما بينها. المشكلة ليست في التحالفات؛ وإنما في مصالح هذه التحالفات، واشنطن أو إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرك من جديد أن تحالف السعودية الضارب جذوره في التاريخ والممثل بثقلها ومركزيتها في الخليج والأمة العربية والإسلامية مع حليفها التاريخي العتيق واشنطن لم يكن لمصلحة المنطقة فحسب، بل ومصالح أمريكا أيضاً. [email protected]