الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

متى تنتهي أزمة قطر؟

يراد لهذا السؤال البسيط والواضح أن يبدو صعباً ومعقداً ومليئاً بالرأي والرأي الآخر، والنكبات والمواقف المضطربة. ويضعونه هذه الأيام كأسئلة بلحن حزين يضيفونه إلى كثير من المواقف الحزبية الإخوانية التي يسمونها فجأة بأنها قضايا كونية ومصيرية. ولكن هل الإجابة صعبة حقاً عن سؤال مثل هذا؟ لقد ظلّت الإجابة تتردد من أكثر من ثلاثة أعوام، في كل موسم تترسّخ ويحاول الإخوان طمسها، وتضييع ملامحها، وفي كل حين يرددها الوزراء، ولكن ضوضاء المظلومية ومعزوفات السيادة الصاخبة، تجعل سماع الناس للأشياء الواضحة والمعروفة شيئاً فيه من الصعوبة بمكان، فالجواب البيّن كان ولا يزال، بأن أزمة قطر تنتهي حينما يتوقف تنظيم الحمدين عن بث سمومه، وحينما يتوقف نظام "حكام قطر" عن دعم الإرهاب والجماعات التي تحتضن الأفكار التي تؤدي إليه. حينما تبحث قطر عن حل لأزمة الخليج عبر اتهامات تروجها صحف أميركية فإنها أبعدت النجعة، وحينما تجمع الترك والفرس وحتى بعض الدول الآسيوية، فإنها لن تضيف إلى معادلتها سوى مزيدٍ من التوتر وفواتير غالية وعالية سترهق قيمتها الدوحة لسنوات طويلة. الدوحة أوقعت نفسها في الوحل. فكأن الذين يخططون لها لم يخبروا أهلها أن كل أصحاب المصالح سيرحلون بعد أن يستلموا حصتهم من كعكعة الثروة، وستبقى الدوحة وأهلها يدفعون، لسنوات طويلة، وستقوم جدران العزلة النفسية بدورٍ محزن، كان بالإمكان تجاوزه، لو أن كبرياء الهر المنتفخ الذي يحاكي صولة الأسد، تواضع قليلاً، وجلس شأنه شأن كل العرب في الرياض، وناقش الأمور نقاش عقلاء، ولكن ماذا نقول لسكران طالت به نخب الطيش والضلال والهوى والتهيؤات! قبل سنوات حينما كانت قطر تهرول لبابا أوباما لتشكو دول الخليج، وتضغط عليه، وقرر يومئذٍ أن يأتي إلى الخليج ليطلب وقف العدائيات وإعادة السفراء، وأراد التدخل قيل لها بوضوح تام المطالب الخليجية موجودة في درج أمير قطر، كل ما عليه هو فهمها ثم السفر إلى الرياض. وبالفعل عاد أوباما من رحلته بخفي حنين آنذاك، وقام القطريون بحشد نفسه ضد السعودية والإمارات. ومن جهة أخرى حينما وجد القطريون أن لا مناص من عقد الاتفاق كانت الرحلة سهلة جداً لم تستغرق ٤٥ دقيقة، وتدخل الحكماء وكتبوا الوثائق بالأقلام العربية الواضحة، ووقعت قطر مرتين وثلاث وأربع، على أمل أن ينتهي مسلسل الكذب القطري الذي صار أطول من أي مسلسل مكسيكي، ولكن خاب أمل الجميع. كأس العالم لن يقام في قطر، ليس لأنها فازت به بطرق غير قانونية، فقط، ولكن لأنها لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها، ولن تستطيع أن تستغل ما قالت إنها ستستغله من "جوار طيب" كما قيل في بعض التسريبات، فالجوار الطيب، يحتاج إلى "جو طيب"، وليس الكأس فحسب، بل ستتساقط الأشياء تباعاً، فمجرد السلام كان يمنح قطر فرص لن تحلم بها إذا واصلت في "درب الزلق". هذه المرة، الاختلاف الوحيد، أن الدول لن ترضى بمجرد كلمات، ولكن طريق الحل هو الطريق الذي يعرفه تميم كما يعرف جوع بطنه. فمتى ينتهي من الأزمة ويعزل الحمدين ويأتي بوجه جديد للخليج؟ وهو سيأتي إن لم يأتِ هو سيأتي خلفه، فالخليج حسم أمره ولم يغير أرقام الاتصال بعد. كاتب صحافي [email protected]