الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

من مصابيح التجربة

لعل بعض التوقعات والاعتقادات التي تؤمن بها الشعوب قد تجري مجرى الأمثال، ومنها أن بعضنا اعتاد أن يتوقع السفر متى خلع حذاءه فجاءت إحدى الفردتين راكبة على الأخرى، الحدث ذاته استشهد به مدرس اللغة الأسترالي وهو يستعرض لاعتقادات وأمثال الشعب الأسترالي في معرض حديثه بما يخصهم، فابتسمت مؤكدة أنهم في مدينتي يقولون بمثل هذا. شيء من هذا القبيل دفعني إلى الوقوف على بعض الأمثال التي نتداولها وتحمل المضمون القيم، ومقابلتها بما ورد في الثقافات الأخرى، وأبدأ بالمثل الذي يقول: «الشاعر لا يولد ولا يصنع»، هذا المثل الذي يقال إنه ترجمة لحكمة لاتينية أكدها الشاعر الإنكليزي السير فيليب سيدني قائلاً: الخطيب يصنع أما الشاعر فيولد شاعراً، أما توماس شيلتون فقال: الشاعر يولد من رحم أمه شاعراً، ليأتي الأخطل الصغير، فيبوح بالأجمل مكللاً من سبقه، فيقول: الشعر روح الله في شاعره .. ذلك يوحيه وهذا ينشرُ وشيء آخر: «لا يعدم النبي آيات التشريف إلا في وطنه» في إظهار كم يحرم النبيل من التكريم بين أهله وقرابته بينما يجده عند الأغراب متى غيّر الأرض والدار، ذكر في «سفر متّى»: «ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته»، ويقابله في العربية«زامر الحي لا يطرب، وبنت الدار عوراء». أما قمة الروعة ففي بلاغة الشافعي، وهو يلهمك زبدة الحضور وتكريمك الذات، فيقول: والتبر كالترب ملقى في أماكنه .. والعود في أرضه نوع من الحطب [email protected]