الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

المواطن الصديق

المواطن يعرف أن الدولة تدعم الكهرباء، ويدرك يقيناً أن هذا يثقل كاهلها، ولكنه تعوّد على ذلك منذ زمن بعيد، والأخطر ليس تعوده على دعم الكهرباء والماء مثلاً وغيرها أشياء تجري في حكم الاعتياديات المتوقعة، ولكن الخطير تعوده على الطريقة التقليدية في التحذير من الانفلات، ليفقد التحذير معناه. وهنا سؤال هل نحتاج فقط إلى التحذير؟ أم نحتاج إلى تبديل آلية التفكير في إيصال هذه الرسائل للمواطن، فبدلاً من أن نحذره نحتاج إلى أن نحفزه ليكون شريكاً في الحل. العام الماضي أُعدت استراتيجية كهرباء أبوظبي على أساس المواءمة مع أهداف الحكومة فيما يتعلق بقطاع الماء والكهرباء بما ينسجم مع رؤية إمارة أبوظبي للعام 2030، وضمان توفير الإمداد المستدام للماء والكهرباء، والتميُّز في الأداء والتركيز على العملاء والنمو والاستدامة. وأعلنت شركتا أبوظبي للتوزيع والعين للتوزيع عن برنامج إدارة الطلب (ترشيد) لمساعدة المتعاملين على تحقيق الاستخدام الأمثل والمستدام لموارد المياه والكهرباء من خلال نشر ثقافة الترشيد وتبني أفضل الممارسات والتقنيات المرشدة للاستهلاك وصيانتها بصورة دورية لتحسين الكفاءة التشغيلية، ومن ثم تخفيض الاستهلاك. هذا ممتاز. ولكن المشكلة الدائمة أن المواطن بعد أن يقتنع، وحتى لو أراد المساهمة، لا يوجد ما يجعله يرى نفع هذا الأمر. فتخيلوا لو أن مؤشر ترشيد الكهرباء يجري تثبيته على قناة أبوظبي والقنوات الرياضية، ويجري إعلانه على صفحات الجرائد، يومياً، نحن نعرف أن الدولة مثلاً تدفع ستة مليارات درهم لدعم الماء والكهرباء، ولكن لا نعرف إن كان إغلاق الضوء في بيت واحد كفيل بتقليل المبلغ، ولكي يشعر الجميع بأنه مشارك يجب أن يكون لدينا آلة حاسبة توزع المليارات هذه على أيام السنة، وتتزامن معها حملة للتبشير به، فنرى نتاج تلك الحملة، فإذا كان اليوم الواحد يكلف مثلاً مليون و600 ألف درهم، خلال السنة الماضية، يمكن أن نضع هدفاً لإنزاله لمستوى المليون فقط. ثم فليكن هناك تحالف تكاملي بين الإعلام والجهات المعنية لتقديم خدمات مناسبة، وحينما يتحول الأمر «الترشيد» إلى سلوك، يكون بوسعنا الالتفات لمسألة أخرى. لا نحتاج إلى أن نعرّف المواطن بأن لديه مشكلة، ولكن أن نجعله شريكاً في الحل، ونضع أمامه مؤشرات سهلة القراءة ليعرف كم بإمكانه أن يؤثر. فهذا سهل، ولكن نحتاج إلى أن نفكر خارج الصندوق، في الطريقة التي تعمل بها الحملة الإعلانية، المؤشر ليس الفكرة العبقرية، ولكن العبقري البحث عن أخواتها. كاتب صحافي [email protected]