الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

السعودية والإمارات .. #معاً_أبداً

لم يُفاجأ كل من يعرف عمق العلاقة الضاربة الجذور والتي تجمع الشقيقتين السعودية والإمارات حينما بادرت دولة الإمارات واستبقت بالاحتفال باليوم الوطني السعودي ليس بدءاً من إطلاق هاشتاق #معاً_أبداً ولا انتهاء بكل ما جهّزت له وأعدّته من فعاليات للاحتفال بيوم شقيقتها الوطني، وعلى طريقة دار زايد وعيال زايد. القارئ لتاريخ هذه العلاقة السعودية الإماراتية لعل أول ما يتبادر إلى ذهنه «عاصفة الحزم» التي قادتها الشقيقتان المملكة والإمارات، ولا شك أنّ عاصفة الحزم التي عُدّت الأولى في التاريخ العربي المعاصر، وانطلقت بأمر قائد عربي، ونفّذتها جيوش عربية تحقيقاً لمصالح عربية مشتركة، قد غيرت قواعد اللعبة السياسية في المنطقة، وفرضت هيمنة إقليمية لقوة عربية من خلال قدرة السعودية وشقيقتها الإمارات في توازنهما مع قوى سياسية حشدتها للتأييد وتشكيل التحالف .. وهي كذلك تُمثل انعكاساً للرؤى السياسية المشتركة بين الدولتين الشقيقتين وللقوة الدبلوماسية التي تتمتع بها وردة الفعل والمواقف الحاضرة والمباشرة التي مثّلت الثقل السعودي الإماراتي وإعادة القوة العربية .. بما يبشر بمرحلة من التعاون العربي يلغي الانتكاسات التي عهدناها، يعيد وحدة الصف ضد عدوّ مشترك وتغليب المصلحة الجماعية. العلاقات السعودية الإماراتية لم تكن وليدة اللحظة وهي تمتد إلى جذور ضاربة في عمق أرضية أخوية مشتركة وتناغم على مستوى وجهات النظر وتقاطع المصالح، وتتقابلان في القوة الاقتصادية والثقل السياسي ليس لمجرد كونهما الدولتين الأكبر والأقوى في الخليج وحسب، ولا للتحالف القوي الذي يشكله العديد من الملفات المشتركة والمتفق عليها، إنما لهدف ورؤية أبعد من ذلك كله بكثير تمثلها بصورة عملية اليوم خلوة العزم ورسم خارطة طريق مستقبلية. ولم يعد سراً أن المخاطر والتهديدات من بعض الدول المعادية كمحاولات خلايا النظام القطري الإرهابي والتي حاولت بائسة للنيل من هذه العلاقة سوى أن هذا توحّد الشقيقتين وعلاقتهما كل يوم يزداد قوة ومتانة وعزماً على اجتثاث الشر من المنطقة برمّتها، وتشكل السعودية والإمارات في وحدتهما سداً عربياً وحصناً حصيناً لكل دول وشعوب المنطقة والعالم وأمنه وسلامه. مستشارة في الأمن الفكري [email protected]