الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الصحة والرياضة التكامل السحري

قبل أعوام شاهد الجميع سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يرتدي خوذته الرياضية ويقود دراجة في حلبة عامة، كان المشهد ينقل رسالة أن الدولة تكترث بالسلوكيات الإيجابية، وأعرف كثيرين، ربما أكون منهم، تغير نمط سلوكهم اليومي، وهكذا انتشر السلوك الجيد بين الكثير. ولكن كيف يمكن لهذا أن يكون خارج الصندوق؟ حينما نتحدث عن مؤشرات جديدة لقياس السلوكيات، يأتي من ضمنها الحديث عن الصحة، وإحصاءات مرضى السمنة مثلاً، والأمراض الأخرى التي تتسبب بها. تحدثت قبل مدة إلى أحد المسؤولين، وهو يتحدث عن الوعي الصحي والرياضي، كنت أسمع عن توسع النوادي الرياضي خارج جزيرة أبوظبي، فهو أسهل، وأقل تكلفة لو استطعنا أن نحدد احتياجات الممارسة في أساسيات ملاعب تحتوي على مضمار للركض والمشي وركوب الدرجات، وأماكن للتعلّق ورياضات رفع اللياقة وغيره، واستطاع أن يربط بين ذلك ونسبة توزع الأمراض والرياضات الملائمة لها. وبعد فترة أطلت فكرة الصالات الرياضية الملحقة بالمؤسسات والشركات، وهي واحدة من الأفكار المميزة. ولكن كل هذه الأفكار هي كوكبة من الملفات التي تحتاج إذاً إلى تحفيز لنحولها إلى أفكار قابلة للتطبيق. حتى على المستوى العام، يمكن متابعة المجالس التي تجمع الجميع، فقد صارت تلحق بها صالات رياضية مصغرة. إذاً الأدوات موجودة، ويلزمنا الإرادة. كيف يمكن أن نحفز الناس ونسلحهم بالإرادة؟ أظن لو أننا قدمنا بعض الملاحظات الإرشادية والجوائز، وقام الإعلام بعمل دور مختلف، ينقل الصورة الحية، ويبتكر في إيصال المعلومات، يوضح فيه الآثار المباشرة وغير المباشرة للحياة السليمة على الفرد والمجتمع والدولة، وحتى على الميزانية العامة. وبالمناسبة نحن نحتاج إلى أن نتعب لسنوات قليلة في ترسيخ المفاهيم ومن ثم ستتحول إلى شيء ذاتي لا يتوقف. حينما تجتمع الجهات المسؤولة عن التخطيط للصحة العامة والفردية للحديث بتفكير مشترك عن حملة إعلانية، مناسبة، واقتراحات لمؤسسات العمل، ليس تسهيل انضمام الموظفين للصالات الرياضية فحسب، بل إدماج الرياضة ضمن جدولهم، وتقديمها في سياق حافز، سنستطيع أن نقدم الكثير لترسيخ الفكرة الجوهرية، وهي أن الممارسات السليمة تصنع الفرق. الدول التي تقود حملات لتجعل الفهم المجتمعي للقضايا الشخصية والسلوكيات العامة أكثر وعياً هي التي تستطيع أن تغيّر. واليد الواحدة لن تغير، ولكن حينما يؤمن الناس بأنهم سيعملون جميعاً، إذ يراقبون مؤشر الصحة العامة، ومؤشر ممارسة الرياضة، وغيره. ستكون الحوافز المؤقتة طريقاً لرسم شيء كبير، تحتفي به الإنسانية. فالعمل المشترك هو الخيار الوحيد لأجهزتنا نحو جوٍ جديد من الإبداع والانطلاق. كاتب صحافي [email protected]