الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

معادلة السعادة

في أبجدية السعادة تختلف الموازين وتختل أحياناً، عندما لا يكون مفهوم السعادة واضحاً جلياً، تتخبط العقول وتتقلب القلوب وكل واحدٍ منهم يهيم في واد، إذ ارتبطت السعادة في الآونة الأخيرة بكوب قهوة، أو زيارة إلى أحد المراكز التجميلية، أو أكل قطعة من الشوكولاتة، أو الذهاب إلى التسوق أو مشاهدة فلم فكاهي أو السفر. اختلفت الأدوات والسبب واحد (البحث عن السعادة)، ولكن في الحقيقة كل هذه الأمور تؤدي إلى تحسين المزاج، أي إنها سعادة لحظية مرتبطة بالحدث والفعل .. ولذلك فإننا نستنتج بأن كل ما يقام في سبيل تحقيق السعادة ما هو إلا طرق لرفع وتحسين مستوى مزاج الشخص. وإذا استرسلنا بطرح الأمثلة فسوف نجد أنفسنا نمارس عادات تحسين المزاج عوضاً عن معرفة طريقة رفع مستوى السعادة. فمثلاً عندما تكتب أهدافك اليومية الصباحية أو تنجز شيئاً معيناً أو تقرأ كتاباً .. فكل هذه الأمور تعمل على إفراز هرمون السعادة داخلك، فيتحسن مزاجك تلقائياً لوقت معين، ومن ثم تعود الحياة إلى سجيتها كما كانت. دعني أسألك سؤالاً جوهرياً، من أين تأتي السعادة إذاً؟ من الدورات التدريبية؟ من المحاضرات والندوات؟ من الاستشارات؟ أم من وسائل التواصل الاجتماعي؟ أم من الحديث مع الأشخاص؟ الكثير من الأسئلة قد تدور في ذهنك حالياً .. لماذا؟ لأنني وبكل بساطة أزلت غشاوة تسمى السعادة من أمام عينيك، برمجة وضعت في عقلك الباطن تتمحور في أن القهوة هي السعادة، أو السفر هو السعادة، أو ضع كل ما تريد .. وقسه على هذا الموضوع. ما نريد أن نوضحه هو كالتالي: السعادة لها معنى أكبر من أن يكون مجرد إحساس عابر، فالسعادة شعور داخلي يشعر به الإنسان مرتبط بفكرة اليقين بالله رب العالمين، السعادة عبارة عن بذرة يزرعها الإنسان في نفسه، فتنبت وتتورد وتكبر، وتصبح شجرة معطاءة بوسائل عدة أهمها الشعور بالسكينة والطمأنينة، والذي يأتي من خلال الإيمان والعمل الصالح والعيش بحياة هانئة وكريمة وطيبة. ولذلك فإن المعادلة المطلوبة لتحقيق السعادة هي كالتالي (الإيمان بالله سبحانه وتعالى + عمل ما يزيد ويركز الإيمان في القلب = سعادة حقيقية وليست مزاجاً). [email protected] كاتبة وشاعرة