الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بالمنطق

منطقياً عندما تسمع كلمة سلبية فإنك تنجرف بمشاعرك لها فيتأثر سلوكك ويصبح سلبياً، وعندما تتعرض لموقف إيجابي تتحول حواسك كلها إلى إيجابية. يستغرب البعض من موجة الإيجابية والسعادة التي تقتحم عالم التواصل الاجتماعي، في ظاهرها هي إيجابية تعمل على النهوض بالبشر وتغيرهم للإيجابية، ولكن الأساس في الإيجابية هو الفكر. تخيل معي شكل المثلث واكتب على قمته (الفكرة) ومن ثم اكتب في زاوية المثلث الأخرى (المشاعر) وفي الزاوية التي تقابلها (السلوك). الآن أي شيء في هذه الحياة بالأساس يتكون من فكرة، والفكرة عندما تتمركز في القمة تأخذ الدور الرئيس في تكوين المشاعر، إذاً نسنتج أن المشاعر بالأساس تتكون بسبب الفكرة إذا ما دخلت الفكرة إلى العقل وتمكنت منه فهي لا إرادياً تتحول إلى مشاعر، وعليه، فالسلوك الإنساني الظاهر على الشخص يكون نتيجة للفكرة التي تمكنت منه وحركت مشاعره في المقام الأول. لذلك فإن الأشخاص الأقوياء هم الذين لا يسمحون للأفكار المهزوزة أو التشاؤمية بالتحكم بهم، وإن قست عليهم الظروف فإنهم يترجمون الفكرة إلى شيء بعيد عما يقودهم إلى سلوك سيئ. وإذا طبقنا نظريتنا بالمنطق على مثال واقعي نجد أن أغلب حالات العنف أو الإدمان أو السرقة أو الكذب كانت في الأساس فكرة تربعت على عرش العقل الذي غذاها بالمشاعر اللازمة لأداء السلوك. وإذا قارنا هذا المثال بنقيضه في الكفة الأخرى من الميزان نجد أن الإنسان الإيجابي غذى أفكاره بصورة صحيحة أثرت في المشاعر، ليظهر السلوك الإيجابي، وإن كانت الظروف المحيطة غير ذلك. أختصر هذا المقال بكلمة واحدة هي (المنطق). فإن أردت أن تعرف تفكير شخص، فراقب سلوكه، وإن أردت أن تغير سلوك شخص فغيّر فكرته وطريقة نظرته للأمر، لأن ذلك سيغيّر مشاعره ومن ثم سلوكه، هي حلقة دائمة الدوران مع عقارب الساعة. [email protected] كاتبة وشاعرة