الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

خيانة عمل

هل يُخان العمل؟ وهل هناك من يخون عمله ووطنه؟ للأسف، نعم، هناك العديد ممن خاض غمار هذا الدرب وهو غير مدرك أو مهتم بأن نتيجة خيانة العمل قد تقوده أيضاً إلى خيانة الوطن، الأمر الذي قد يدخله في دوامة المساءلة أمام الله سبحانه وتعالى في (وقتك فيما أفنيت) وأمام العدالة البشرية والقضاء، والسؤال عن انتهاك حرمة العمل، واستغلال ممتلكات العمل من ساعات ووقت لمصالح شخصية. هناك من الموظفين من ينتظر فقط الوصول إلى شيئين، إما الى نهاية الأسبوع أو إلى نهاية الشهر. وهناك من لا يريد سوى قبض (معاش) أول الشهر ليصرفه في غضون أربع وعشرين ساعة حسب خبرته في إهدار الأموال، ليجلس واضعاً رجلاً فوق الأخرى طيلة الشهر الذي يليه منتظراً إما هذا أو ذاك. وهناك من البشر من يستغل أبسط التفاصيل وكأنه قد عين في عمله (المحقق كونان)، ليكشف عن الثغرات التي قد تجعله (ذكياً) ومتطاولاً على عمله، وكل ذلك في سبيل أن يجلس على عرش كرسيه من دون عمل أو حراك أو رد للجميل. تلك النوعية من البشر تعطيك «من طرف اللسان حلاوة وتروغ منك كما يروغ الثعلب»، فهي ممتازة في صوغ أجمل العبارات والهتافات وتمجيد العمل (بالكلام فقط)، ولكن عندما تكون (الصجية) أي الوضع الحقيقي للأمر، فإنك تراهم يختبئون خلف نقاب (لا نستطيع ولا نقدر) مغلفين كلامهم بالممنوع والعادات والتقاليد والعرف والهرطقات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. إن خيانة الوطن لا تقل أبداً في خطورتها وسلبيتها ونتائجها المترتبة عليها عن خيانة العمل، فلولا العمل الجاد والدؤوب والإخلاص لما بني هذا الوطن على سواعد حفرت في الرمل والحجر للوصول إلى هذا المستوى الرفيع والتنافسي بين الدول. [email protected]