السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الاحتفالية الثقافية

في نوفمبر من كل عام خصصت الشارقة مقعداً لها في الأجندة العالمية الثقافية، حيث تحتفل عاصمة الثقافة والإمارة الباسمة الشارقة بالقراءة والكتب والكتّاب. في هذا العام أصبح معرض الكتاب أشبه بالعرس الثقافي الأدبي الذي يتوّج فيه كل كاتب أعماله الأدبية والثقافية في المجالات كافة. وبرز المعرض لكونه البوابة التي تفتح ذراعيها لاستقبال جميع المبدعين من كل مكان. في كل عام يفاجئ المعرض زواره بدور النشر الإضافية، الأمر الذي يلفت الانتباه إلى كون «الشارقة للكتاب» معرضاً تنافسياً عالمياً يسعى فيه الكل لوضع بصمته. والأمر اللافت للنظر أن معرض هذا العالم في أولى ساعاته رصد زيارة 150 ألف شخص. تضمن معرض الشارقة للكتاب توقيع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الأب الروحي والداعم الأول والكبير للمعرض، كتابه الجديد «صراع القوى والتجارة في الخليج». والجدير بالذكر أن الشيخ الدكتور القاسمي أولى الجاليات غير العربية عناية خاصة، الأمر الذي استرعى انتباهي عند زيارة المعرض، فقد خصصت صالات عرض ومداخل معينة لهذه الجاليات، وهذا جعلني أرى الفرحة والابتسامة واضحة جلية على الكثير. وبالفعل فقد رأيت الأطفال والكبار يدفعون عرباتهم بكل فرح وسرور، وقد ملئت بشتى أنواع وأصناف الكتب، منها كتب الأطفال والصغار وأيضاً الألعاب التعليمية. في هذا التجمهر الثقافي التقيت العديد من الكتّاب والمبدعين الذين واجهوا مخاوفهم وأصدروا كتبهم على الساحة، وقد تبددت عنهم ملامح الخوف جراء اختلاطهم بالقراء وتبادل التواقيع ومناقشة كتبهم والاستماع إلى ملاحظات الجمهور. إن هذا المنظر كفيل بأن يطبع في ذاكرة أي إنسان متعطش للقراءة والكتابة، فهو بمثابة بصمة تبقى في البال إلى الأبد. فكم من قارئ وجد ضالته من الكتب في المعرض، وكم من كاتب حقق حلمه بأن ينشر كتاباً يصل إلى المجتمع برسالته وهدفه. مع نهاية أكتوبر وبالتحديد 31 أكتوبر من عام 2016 أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، القانون الوطني للقراءة. ويقوم هذا القانون بوضع تشريعات محددة وبرامج تنفيذية من شأنها ترسيخ قيمة القراءة في الدولة بشكل مستدام، وهذا القانون جاء لترسيخ مقولة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،طيب الله ثراه، «إن بناء الرجال أصعب من بناء المصانع وإن الدول المتقدمة تقاس بعدد أبنائها المتعلمين». [email protected]