الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الأسطوانة المشروخة

يبدو أن النظام الإيراني تعلم من النظام السوري كيفية وصف الاحتجاجات التي تجتاح العديد من المدن الإيرانية، فالأسطوانة هي نفسها: الأيادي الخارجية والخارجون عن القانون هم من يقف وراء هذه الاحتجاجات، وكأن الشعب الإيراني يعيش في بحبوحة ويتنفس هواء الحرية ليل نهار! وبالتالي فمن يخرج ليطالب بحقوقه المشروعة هو إما خارج عن القانون أو مدفوع من الخارج. وسبحان الله هذا الكلام هو نسخة طبق الأصل مما يردده النظام السوري على مدار الساعة، وكأن الشعوب الموجودة في بعض دول المنطقة مكتوب عليها أن تعيش بالطريقة التي يريدها النظام وإلا أصبح كل منها مجرماً وعميلاً، برغم أن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال متأخراً إن بعض المطالب الشعبية محقة وهو كلام بشار الأسد نفسه في بداية الثورة السورية. لا نعلم إن كانت هذه الانتفاضة الشعبية الإيرانية ضد نظام الملالي ستستمر أم أنها ستخمد كما حدث عام 2009 عندما واجه النظام آنذاك الشعب الإيراني بعنف شديد، وسارع إلى كتم كل صوت معارض للسلطة. لذلك يقف المحللون عاجزون عن قراءة الأحداث في الداخل الإيراني، ويبدو أننا نحتاج مزيداً من الوقت لمعرفة إلى أين تسير الأحداث في بلاد فارس. ما يحدث في إيران قد ينتهي لكنه قد يكون ذو تأثير بما يجري في المنطقة، فهو من جهة يذيق النظام الإيراني من الكأس نفسها التي يحاول أن ينشرها في العديد من الدول العربية، ويجعله يركز أكثر في مشاكله الداخلية بدلاً من تصديرها لنا بشكل ميليشيات وأحزاب تحاول أن تسلب الشعوب العربية إرادتها، ولعلها، إن استمر النظام، بداية لفتحه صفحة جديدة من العلاقات مع دول المنطقة بعيداً عن عادته في الأذى والخراب. إعلامي