الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ما بين أوبرا وترامب

استفاضت المواقع بالخطاب المؤثر للمناضلة والمليارديرة أوبرا وينفري في حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب التي غلبها اللون الأسود تضامناً مع حملة ابتدأتها النساء لإدانة المنتج هارفي واينتستن، ثم تضخمت الحملة ككرة الثلج حتى ابتلعت معها كثير من الأسماء النافذة في هوليوود. كان الخطاب عبارة عن دروس متوالية ومُفتقدة بين الأمريكيين هذه الأيام في الشجاعة والإصرار والنضال السياسي والحقوقي العام، خصوصاً عقب تولي دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، ما دفع كثير من الأمريكيين لطلبها في أن تكون في أهم مواقع المسؤولية بالنسبة للشعب الأمريكي، في مراجعات ذاتية تبين تلهفهم إلى استعادة ما افتقدوه من أوجه قيمية أمريكية في حياتهم بعد الترامبية، الحس الأخلاقي والإنساني وكل ما أضيف إلى الحريّة والديموقراطية من معانٍ ومثل وتطبيقات. يغري خطاب أوبرا اليوم بكثير من التأمل والتحليل، ليس بين الأمريكيين فحسب وإنما في الحيّز العام، فهو إضافة إلى التحية والمناصرة المستَحَقّتين له كان عبارة عن رفع للأحجبة القسرية المسدلة رمزياً على ضحايا التحرش والمتكبدين لأثمانه بصمت، حتى في تلك الأمكنة الرفيعة الأكثر نخبوية ورقياً ووعوداً بالنجاح، والأشد ترحيباً بالنساء بين صفوفها. نجحت أوبرا في الإدهاش، وهي دائماً ما تفعل، عبر تأكيدها على التضامن والدعم للضحايا، لكنها أيضاً أطلت كأنها المخلّص بالنسبة للأمريكيين، مضيفة إلى سجلها الحافل قيمة زائدة، ومكتسبة تطلُّعاً جماهيرياً إليها أدى بهم إلى إعادة نشر وسم #Oprah2020 لتكون في الانتخابات الأمريكية المقبلة أيقونة تواجه أهم التحديات العالمية، والقضايا التي هي في صلب إيمان الشعب الأمريكي، ولتحمي قيمه وعدالته وتسامحه التي كاد أن يخسرها. [email protected]