الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أم سبع عيون

لست أحد الناس الذين يعتقدون بوجود قوى شريرة تحوم من حولنا وتحاول إيذاءنا بشتى الطرق والوسائل، برغم أنني من المهتمين بعلم الأرواح والقوى الخفية، وقرأت الكثير عن هذه المواضيع في السنين الماضية، لكني وبرغم غزارة ما قرأت أبقى دائماً مؤمناً بأن كل شيء يحدث من حولنا هو بمشيئة الله، وطبعاً إن كنت لا أؤمن بالقوى الشريرة فإني بالتأكيد لن أؤمن بوسائل علاجها برغم وجود الكثير من الناس ممن يعتقدون بها، ولعل أشهر وسائل الحماية «الشعبية» هذه هي «أم سبع عيون» كما تعرف في العراق أو الخرزة الزرقاء! أشهر معتقدات القوى الشريرة هي العين والحسد، وهي الأكثر تقبلاً لدى الناس كون الحسد مذكوراً في قرآننا الكريم، ويعتقد الناس أن الخرزة الزرقاء لديها قوى خفية تستطيع أن توقف أصحاب العيون الجارحة التي تحرق ما حولها، حتى يقال في الأمثال إن العين فلقت الحجر. لكن هل فعلاً أن خرزة بسيطة زرقاء اللون تستطيع أن تقف بوجه «أبو عيون جريئة» وتمنعه من ممارسة هوايته المفضلة في حسد الناس على عيشتهم. تختلف الروايات حول أصل الخرزة الزرقاء، فالبعض يعتقد أنها تعود لسكان أطراف البحر المتوسط، حيث كانوا يرسمونها على راحة أيديهم في تعبير لرفضهم الرومان الذين استعمروهم مدة من الزمن، في حين يذهب البعض بأن أصلها يعود إلى المصريين القدماء الذين كانوا يخافون أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء. سواء كانت الخرزة الزرقاء مصرية أو متوسطية، وحتى إن تم إدراجها بواسطة تركيا إلى قائمة القيم التراثية والثقافية في اليونيسكو عام 2014، سأبقى مقتنعاً أن ما يدرأ خطر العيون عني هو ربي وعملي. إعلامي