الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الامتياز .. بين دلالتين

تطوّر مدلول كلمة «الامتياز» كغيرها من الكلمات، فامتياز اليوم ليس امتياز الأمس، إذ كان يدل عند القدماء على التمييز بين الأشياء وعزل بعضها عن بعض لغير مِيزة أو فضل وفق لسان العرب ومقاييس ابن فارس، في حين أن الكلمة باتت تعني الانفرادَ لمن هو أفضل من نُظَرائه حسب المعجم الوسيط. فلو أمْعَنَّا النظر في «استمازَ رجلٌ من رجلٍ به بلاءٌ فابتُلِيَ به»، لوجدنا أن المعنى هو الفصل بين الشيئين، وإلى ذلك ذهب الهرويّ في الغريبين وابن الأثير في النهاية، أي لما ابتعد عن صاحبه لبلاء نزل به ابتلاه الله بالبلاء نفسه، ولا يتم تلقِّيها على الوجه المُراد منها إلا بمعرفة دلالتها عند القدماء، ومثلها الآية الكريمة من سورة يس: ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾. وفي المقابل، فإن عبارة «فلانٌ من أهلِ الامتياز» متداولة على ألسنتنا اليوم بدلالة الانفراد للأفضلية، ويكون المقصود هو ذلك الذي ما انفكَّ يحصل على تقدير ممتاز في دراسته العلميّة، ما يعني أن الكلمة تعرضت للتخصيص الدلاليّ، فبعد أن كانت تعني الفصل على إطلاقه باتت تدل على الفصل تفرُّداً. [email protected]