الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«قطران» رسائل القذافي الأخيرة

تمر السنين وتمضي بعد رحيل الأشخاص، بيد أن أسرارهم كما هي ذكرياتهم تظل عالقة في الذاكرة، ومخبئة في بعض الصدور، وأحياناً كثيرة تكون حبيسة الأدراج بعدما دونها أصحابها على الورق، لتكون شاهداً في فترة ما على حقبة زمنية محددة، كان يلفها الغموض برغم التنبؤات المصاحبة لها لسنوات. اليوم بدأت الكثير من الحقائق بالتكشف، لإيضاح حقيقة الطريقة التي يفكر بها النظام القطري، برغم أن المؤشرات السابقة جميعها كانت تصب في اتجاه تحمل قطر وإيران مشاكل نشر الفوضى ودعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأماكن أخرى من العالم، وذلك عبر ميليشياتها وجواسيسها وبدعم من منظمات وأجهزة استخباراتية. رسائل معمر القذافي المسربة أخيراً لم تكن سوى واحدة من الأوراق المتساقطة من شجرة الإرهاب «القطرانية»، الممتدة جذورها في أماكن متفرقة من العالم، وربما لم يعد مستغرباً الآن ما ذهب إليه عدد من المحللين في وقت سابق للربط بين مقتل القذافي والأطراف المشتركة مع هذه الشجرة. قد يكون إسكات القذافي ورقة رابحة في يد داعمي الإرهاب، لكن ما سيظهر من أدلة ورسائل وشهادات في الأشهر المقبلة سيكلف تلك الدول والتنظيمات تبعات سياسية مزلزلة، لن يكون من السهل تجاوزها أو التغافل عنها، من دون بحث وتقصٍ. صحيح أن القذافي ارتكب من الحماقات السياسية ما يكفي لتأليف مجلدات، لكن الجزم بأنه العقل الوحيد المتفرد بكل ذلك من دون إيعاز وتسهيل من أحد «خيال محض»، فالجميع سمع ما بث من تسجيلات بين القذافي وتنظيم الحمدين في وقت سابق، وما أظهرته تسريبات المقربين من القذافي أخيراً توضح كيف باع عبدالحكيم بلحاج وموسى كوسى «المدعومان قطرياً» ملف الأمن والاستخبارات الليبية لقطر. المثير في الأمر أن مدعي المظلومية والشرف، قطر وإيران، لا يزالان مستمران في تغذية جذورهما، وسط حالة صمت مستهجن ولكنه غير مستغرب من دول العالم، فتلك الدول بمنطوق السياسة منهمكة في البحث عن مصالحها مع أي طرف، تماماً كاهتمام قطر وإيران بمواراة سوءاتهما المكشوفة أمام الجميع. محلل سياسي [email protected]