الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المجتمع وفرسان التواصل الاجتماعي

عندما بدأت موجة التواصل الإجتماعي بالظهور في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج بشكل عام، وجدنا أن أغلب السنابيون وما شابههم ما هم إلا طغمة من المفرغين فكرياً، ويعتمدون إما على أشكالهم وأجسادهم التي تباينت بين الفاتنة والمنفوخة بفعل المنشطات والهرمونات، ولكن تجمعهم جميعاً الصفة الغالبة وهي الغباء والخواء الفكري، وكان اللافت في الأمر حينها المكانة الشعبية التي حضوا بها من أعداد المتابعين لما ينشرونه من تفاهات وحركات غبية أدت في العديد منها إلى إصابة العديد منهم في حوادث أودت بحياة البعض، وهو ما دفع بالمثقفين والجهات الرسمية أحياناً إلى مواجهتهم ومعاقبة من يعرض نفسه أو غيره للخطر. وبمرور الأيام أصبح هؤلاء يمتهنون الترفيه والدعاية عبر هذه الوسائل التي درت عليهم الملايين، بل إن البعض ترك وظيفته الحكومية ليتفرغ لما يقوم به، في حين أصبح العديد منهم ضيفاً على وسائل الإعلام وأصبح لهم ملتقى إقليمي يعرضون فيه مهاراتهم وقدراتهم، ولا سيما (الفاشنيستات) اللواتي أصبحن يتلقين عروضاً للتمثيل وعروض الأزياء، في حين أصبحت مجمل حياتهم ومتطلباتها مدفوعة مسبقاً من قبل الشركات التجارية، فأصبح البعض يتقاضى مئات الآلاف من الدراهم فقط ليتصور إلى جانب الاسم التجاري أو يتفضل بزيارة المحل وتصويره. لم يعد السنابيون ظاهرة ولم يعد فرسان «سناب» إمعات المجتمع، بل على العكس أصبحوا من المشاهير الذين توجه إليهم الدعوات الرسمية وتفتح لهم الأبواب المغلقة ويستمع إلى آرائهم، وأصبحوا القدوة التي يتطلع إليها النشء، بل إن بعض الذين وقفوا ضد هذه الظاهرة أصبحوا يحاولون اللحاق بالركب وتقليد هؤلاء عبر الانضمام إليهم بالرغم من أنهم لا يتمتعون بالميزات التي يتوجب أن يتمتع بها (السنابي)، ويحاول أن يمسك العصا من المنتصف، ولكنه أصبح كالغراب الذي لم يتقن مشية الطاووس ولم يحافظ على مشيته. لقد تمكن (السنابيون) من انتزاع اعتراف المجتمع بهم فئة مؤثرة لها الباع الطويل في توجيه دفة الثقافة العامة فيه، وأصبح الجميع يحسدهم على الخدمات التي تقدم لهم ومجانية الحياة، ونوعية الهدايا التي يتلقونها، فيكفي أن تتعطل سيارة أحدهم لكي يتلقى آخر موديل هدية من معجب أو متابع. كاتب صحافي [email protected]