الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الناصح جون ماكين

جون ماكين، السيناتور الجمهوري الأمريكي يكتب مقالاً، تنشره صحيفة واشنطن بوست، ويستدعي التوقف عند تفاصيله كثيراً، وهذا ما حدث بالفعل، توقف الكل عند المقال تقريباً، وجرى تداوله وتحليله بغزارة، إلا من قبل المعني الرئيس به، أي ترامب ذاته. مقال ماكين كان تحذيراً، ومناصحة، واستحضاراً لأعباء ترامب، أو بالأصح أعباء تسبب بها، ثم ارتدت عليه أيضاً، عن تجاوزاته وكأنه يؤدي دوراً لشغل المجال العام بقضايا تافهة، أو يرتجل في الزوايا الحساسة منها ارتجالاً خارج السياق المنطقي فيحدث جلبة يعجبه تأثيرها الصحافي، لأنه يحب أن يكون خبراً ثابتاً، ويبدأ عندها حربه التراشقية المفضلة مع حسابات الصحافة في تويتر، بل إنه بلغ الحد الذي يستحدث فيه جائزة «الأخبار الكاذبة» ليوزعها على الأعداء الكاذبين من أهل الصحافة التي لا يتفق معها. ماكين كان ناصحاً جيداً لترامب في مقاله عن حرية الصحافة، ومهمتها النبيلة في كشف الفساد، واستشهد برونالد ريغان وجائزته التي تحمل اسمه من أجل تكريم الأشخاص الذين حاربوا لأجل الحرية في العالم، لكن ترامب يتصرف الآن بالعكس باعتباره قدوة للقادة القمعيين في العالم، وهم إذا ما رأوه يحارب الإعلام فسيحاكون نموذجه باعتباره الأصل اللازم ويطوقون المزيد من الحريات على شعوبهم. وفي الواقع، فإنه يبدو ألا أفق لتلك النصائح التي سبقه بها غيره، بشكل مباشر أو لطيف أو حتى عدواني، تتشابه مصائر تلك النصائح منذ سنة، إما بمهاجمة مطلقيها أو تخويفهم بالمحاكمات، وفِي أحسن الظروف تجاهلها التام. [email protected]