الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

جولة في دستور الدولة الإرهابية

عندما هاجمت إيران حليفها القاتل الأسد ووصفته بأبشع الصفات بعد أن سحبت روسيا البساط من تحت قدميها واستحوذت على الكلمة الفصل في تقرير مصير المرحلة المقبلة في سوريا، واعترافها بأنه لولا إسهاماتها عبر أذرعها الإرهابية وقطعان مرتزقتها لما تمكن الأسد من الصمود أمام الثورة الشعبية، ولولا تضحياتها لما تمكن الدكتور الحاكم من قتل معارضيه وسحقهم، وهو وإن كان عين الحقيقة ولكنه لن يخفي الحقيقة الماثلة على الساحة السورية من تغيير ديموغرافي تمكنت من زرعه هذه الدولة الإرهابية على التراب السوري العربي، وزرع البذرة الطائفية في الثرى العربي تماماً كما فعلت في لبنان. والمطلع على الدستور الصفوي لهذه الدولة الإرهابية يعي تماماً ما نتحدث عنه، فالإيمان بالمذهب الطائفي هو الأساس والمحك الذي تبنى عليه الوطنية وتسند بموجبه المسؤوليات كما تنص عليه الفقرة (5) من المادة الثانية فيه، والتي ترقى فيه الإيمان بالإمامة كركن أساس من أركان الإيمان، وكذلك القيادة المستمرة كأساس لاستمرار الثورة التي تدعي محو الظلم والقهر بالإطلاق والرفض التام للخضوع لهما، وكذلك محو مظاهر الاستبداد والدكتاتورية واحتكار السلطة ومنح الناس الحق في إقرار مصيرهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، دون أن تتمكن الطغمة الصفوية من إخفاء كرهها للعرب والسنة. إن دستور هذه الدولة المبنى على عقيدة تأبى قبول الآخر وتجيز قتاله وقتله أو في أحسن الأحوال التغيير إلى المذهب الذي تنتمي إليه الزمرة الحاكمة في إيران .. وهو ما تعرض له بالقوة السواد الأعظم من شعب إيران، فإنها هدمت جميع مساجدهم في كامل التراب الإيراني ومنعتهم من القيام بالكثير من شعائرهم الدينية ومنها صلاة الجمعة، في الوقت الذي ينص عليه دستورها بمنع محاسبة الناس على عقائدهم ولا يجوز التعرض لأحد أو مؤاخذته بعقيدته. وإن المضحك المبكي إضافة إلى ما سبق هو ما تضمنته المادة السابعة والعشرون من جواز المظاهرات السلمية دون حمل السلاح أو الإخلال بالمبادئ الإسلامية، فما قامت به الدولة الصفوية لمواجهة المظاهرات الشعبية الأخيرة في مدنها لهو التطبيق الحقيقي لدستور ملالي الإرهاب المعممين. كاتب صحافي [email protected]