الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

جدلية اللغة والفكر

تفرَّقت السُّبُل في استشراف العلاقة الجدلية بين اللغة والفكر، وأرى أنها تأتي على ثلاث ضفاف، أولاها التماثل والتواصل والتفاصل، وثانيتها السابق والمسبوق، وثالثتها الغاية والوسيلة. فأما الضفة الأولى، فإنّ واطسون يقول بالتماثل جازماً بأن «التفكير هو اللغة»، فيما يذهب البعض إلى القول إنّ اللغة والفكر يبدآن مُنفصِلَيْن عن بعضهما، حتى يتداخلان لاحقاً بشكل غير كلّي، وهناك من يقول بوثاقة صلتهما. وأما ضفة السابق والمسبوق، فإن بول شوشار يرى في كتابه «اللغة والفكر» أسبقية اللغة على الفكر، مشترطاً اكتساب الكلام لاكتمال الوعي وممارسة التفكير، في حين أن أحمد حمّاد يذهب في كتابه «العلاقة بين اللغة والفكر» إلى أسبقيّة التفكير على اللغة. وأما ضفة الغاية والوسيلة، فيرى عالم النفس فيجوتسكي أن التفكير وظيفة لغوية وفق كتاب «التفكير واللغة» لجوديث جرين، كما يجزم أحمد حمّاد بأن اللغة هي «الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الفكر»، ولعلها ليست الوحيدة، لكنها الأولى والفُضلى. وإذا ما تأمّلت تِلكُم الآراء فإنّي أجدني أقرب إلى تواصليّة اللغة والفكر، فضلاً عن أسبقية الفكر على اللغة، إضافةً إلى كون اللغة وسيلةً للفكر. [email protected]