الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«ذا بوست» .. على خطى نيكسون

يدور فيلم «ذا بوست» عن الصحافة في فورات قوتها وحصاد الخضرمة، عندما كانت في أيدي «بن برادلي» رئيس تحرير «واشنطن بوست»، الصحيفة التي كانت وراء مسمى الفيلم، تحدى الكل لنشر وثائق من البنتاغون سنة 1971 تفضح إدارة الرئيس نيكسون وأكاذيب حرب فيتنام امتداداً إلى ووترغيت. ستيفن سبيلبرغ مخرج الفيلم الخلافي «ذا بوست» يتطرق للحق الصحافي في نشر السجلات المحفوظة في المؤسسات السيادية عبر الإعلام أو النقابات أو الرأي العام. الفيلم أجاد في موضوعيته البحثية والتوثيقية، لكنه لن يكون جاذباً لفئة أخرى غير الصحافيين والمهتمين بهذه المهنة، خصوصاً بهذا السيناريو الركيك الذي أنقذه قليلاً وجود توم هانكس وميريل ستريب. اعتمد سبيلبرغ على نفسه في فلترة تحيزات القصة الواقعية، وتفادى أفخاخ الصراع بين الصحافيين والناشرين ومن وصلوا قبلاً لتلك الوثائق عبر التعمية على تلك العلاقة الشائكة بينهم، رغبة في إعطاء التركيز الكلي لرسالة الفيلم الأساس، أي للشجاعة الصحافية ومآلاتها الخيّرة، لكنها لن تدفع به إلى مستويات جماهيرية صاخبة. يعد الفيلم وثيقة مسلية، أُنجزت على عجل، يراد لها أن تُراكم كماً كبيراً من القضايا السياسية في حيّز ضيق وبلا عمق، تستبق به الوقت لتكون كبحاً لتمادي الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي يتوقع له كثيرون مصيراً مماثلاً لسلفه نيكسون، ومن زوايا عدة، في حربه التراشقية مع الصحافة التي تستمر في إغراقه بتوثيقاتها عن التدخلات الروسية في الانتخابات، وحربه على صعود النساء، ويمكن أن نقرأ هذا متمثلاً في جهود الناشرة كاثرين غراهام، وعن الزمن الصحافي الجريء الذي ما عاد يشبهنا، يعاود سبيلبرغ الحنين إليه، وللصحافي اليوم الذي انكفأ على صوته، يستحق مثل هذا الجهد ودّاً وعتباً. [email protected]