الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أزمة أطباء الجزائر .. التضييق ليس حلاً

في ظل الوضع الصحي والنفسي الذي يعاني منه المرضى في الجزائر، خصوصاً أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو خطيرة تجبرهم على المكوث في المستشفيات مدة طويلة، أضف إلى ذلك ضحايا الحوادث الذين يتعرضون إلى إصابات خطيرة تستدعي التدخل العاجل، ليأتي إضراب الأطباء الذي يدخل شهره الثاني، ليفاقم من معاناة المرضى ومخاوفهم من عدم توافر العدد الكافي من الأطباء لمتابعة حالتهم الصحية. هناك أرقام متضاربة عن عدد المرضى في الجزائر، لكن الواقع يشير إلى أن كثيراً منهم يقيمون بشكل دائم في المستشفيات، نظراً لوضعهم الصحي الذي يتطلب رعاية خاصة ودائمة، وذلك يجب أن يدعو الجميع للتفكير في عدد الأطباء والممرضين اللازم لرعايتهم. وعلى الرغم من أن للأطباء الحق في التعبير عن مشاكلهم وعرضها على المسؤولين للبت فيها، فإن شهرين من الإضراب المفتوح الذي دعت إليه التنسيقية الوطنية المستقلة للأطباء، يدعونا للتفكير في مصير عدد هائل من المرضى وحتى عائلاتهم الذين يتوسمون من أصحاب المآزر البيضاء التخفيف من آلام أبنائهم وتلبية نداء الواجب الذي يحتم عليهم الحضور الدائم في مقار عملهم، وحتى في غير مواعيد عملهم الرسمية إذا تطلب الأمر ذلك. وعليه، يفترض العمل على إيجاد نقاط توافق مشتركة بين الأطباء ووزارة الصحة والسكان، فإصلاح المستشفيات وإلزام الأطباء المضربين بالعدول عن قرارهم، واتخاذ جملة من الإجراءات بحقهم بعد فشل المفاوضات، من بينها الخصم من الرواتب واللجوء إلى القضاء لإجبارهم على الالتحاق بمواقع عملهم .. قد يفاقم الأزمة بدل حلها بشكل ودي بين الطرفين. إعلامية