الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أوسكار التآمر

في هذا الطقس الموسمي الذي يجتذب الأضواء كل عام، تتكاثر الشكوك العربية حول وصول الفيلم العربي «القضية 23» لغاية السقف العصي على البلوغ، أي سقف المنافسات الأخيرة، والمعنى أنه ما كان ليصعد للمنافسة النهائية للفوز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي لولا تطبيع زياد دويري مع إسرائيل «وشطحاته» في التصريحات، تماماً كما كانت جائزة نوبل الإشكالية في الأدب ومن تُعطى له. هذا السياق الإشكالي الذي سيمنح الفيلم ما تبتغيه كل الأفلام من الذيوع والانتشار، ولو على حساب وصم مخرجه بأي شيء شائك، سيرفع منسوب المشاهدة والتداول والتعليق والصخب على كل، مما قد يربك جانب النقد الموضوعي له، وليس كذلك فحسب، بل أيضاً سيرفع منسوب أسرع متابعة وأسرع رد فعل، برغم حكايته التبسيطية للقضية المتناولة، ويثير حوله الغبار. الأوسكار هو موسم الاحتجاج والمراهنة والتسلية والجدل وتمرير الأفكار وتحسين الدخل والانتشار، برغم كونه يؤخذ عليها أحياناً مآخذ كثيرة، مثل اهتمامها براهنية محتوى الفيلم، أي أن يصبح أول من علق على الحدث الراهن، حتى لو كان مستعجلاً وركيكاً، لكنه يبقى الأثير لديهم، ولهذا يظل حفل الأوسكار من نوعية الاحتفالات المشكوك دوما بنزاهتها ومثاليتها، وهذا صحيح في بعض جوانبه. لكن الجائزة ليست على هذا الجو التآمري الذي يبلغ حدة في النقاشات العربية المستقصية بالوهم وبشكل غير احترافي، حتى تظن معها أن المحكّمين في تعاقد دائم مع العالم السفلي السوداوي، فقد حصلت على الأوسكار أفلام لم يكن التطبيع أو التأييد لإسرائيل أحد أوجهها ولا جزءاً من الحبكة، مثلما لم يكن مخرجوها والعاملون فيها من الذين وهبوا تبرعاتهم لها في يوم من الأيام، أو كانت لهم آراء سياسية جامحة تروق اللجنة. [email protected]