الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

في الجريمة والعقاب

هزت الجريمة التي وقعت قبل مدة في إمارة عجمان أوساط المجتمع في الإمارات، فذلك القاتل الذي ملأ جسده بالوشم، وأطلق على نفسه تيمناً بأعتى مروجي المخدرات في العالم (إسكوبار)، قد أزهق عن سبق الإصرار والترصد أرواحاً بريئة، والسبب كما قيل إنه ينتقم لقصة حب فاشلة سوغت له نفسه الانتقام وقتل غريمه وكأننا في فيلم العراب أو في أزقة لوس أنجلوس الداخلية أو في كولومبيا التي ينتمي إليها فكرياً وميولاً. ولا يعنينا هذا المجرم من قريب ولا بعيد، فهناك قانون سوف يعاقبه وفقاً للنصوص وسيطبق عليه الجزاء الذي يستحق، ولكن ما يعنينا هو ما قد يفرز من توجهات شاذة في المجتمع، وردود فعل متشنجة حول الظاهرة التي أجد أنها أخذت بالانحسار بعد المواجهات الحازمة التي قامت بها وزارة الداخلية للقضاء على التأثير الذي أحدثته أفلام الحركة على المراهقين والمنحرفين، ولا تعدو الحوادث المنفصلة التي تحدث بين الفينة والأخرى أن تكون فردية مدفوعة بالوقوع تحت تأثيرات متنوعة أو الانجراف الأعمى وراء الشهوات الحيوانية. إن وصم فئة ما بأنها من يحدث المشاكل والبيئة الخصبة لظهور هذه العينة من المنحرفين، مناف للحقيقة ويبتعد عن الواقعية، فكل من يعيش على أرض هذه البلاد ناهيك عمن قضى أغلب عمره فيها ولا يعرف له وطناً سواها لا يسعه إلا تقدير ما يجده ويلاقيه من رعاية وحماية، في حين أن مؤسسات تطبيق القانون من الكفاءة والقدرة والتدريب ما يمكنها من فرض سلطة القانون وعقاب من يقوم بتجاوزه بأي صورة يجرمها وتقديمه للمحاسبة وفقا للدستور والنظام. إن على المجتمع ان يتبنى المبادرة الذاتية في إصلاح هذه الفئة الضالة من الذين يعيشون فيه عبر جميع الوسائل المتاحة واستخدام الخدمات الحكومية المعلن عنها للنصح والإرشاد وتصحيح السلوك، وعلى الوالدين ضرورة مساعدة أبنائهم للتخلص مما ابتلوا به من انحراف سلوكي قد يؤدي بهم إلى طرق الضياع حتى وأن اضطرهم ذلك إلى التقدم إلى وزارة الداخلية والإبلاغ عنهم، وسيشكرهم أبناؤهم في مقبل الأيام على الخطوة التي يجدها الوالدان اليوم من أصعب ما قد يقومون به. كاتب صحافي [email protected]