الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الساعة الأكثر ظلمة

لا يستهدف فيلم «الساعة الأكثر ظُلمة»، المنتمي إلى فئة أعمال النقد السياسي، عملية إجلاء «دانكريك» في عهد تشرشل، كما لا يذهب إلى التركيز وقتئذ على تلك المواجهات مع هتلر وموسوليني، لكن إلى عمق التدافع والمناورات الحاصلة في وسط حزب المحافظين نفسه، والمحاط بهم تشرشل. يقدم الفيلم الذي عُرض حديثاً وقفزت تذاكره إلى قمة جدول المبيعات في بريطانيا بعد أسبوع من بدء عرضه، وقدمه المخرج غو رايت في البداية ملمحاً خفيفاً عن قصة الإجلاء، لكن يُصادر منها التفاصيل الوعرة، ثم ينتقل إلى مشهد الإجماع بين حزب المحافظين على تنحية تشامبرلين لمرضه واستبداله بتشرشل، السياسي المغامر والجامح نافذ البصيرة، كون هذا الأخير هو المرشح الوحيد الذي يمكن أن تقبل به المعارضة، وفور أن يتسلم تشرشل مهمة رئاسة الوزراء، تبدأ ذروة الأحداث في التصاعد، إذ يبدأ تشامبرلين مع معاونيه بالتخطيط لإسقاطه، خصوم تشرشل الحقيقيون كانوا من حزبه، ولا تشكل نسبة الخصومة مع الأعداء الخارجيين إلا نسبة ضئيلة. ركزت أجواء الفيلم على القاعات المغلقة والمظلمة، والتداولات خلف الأبواب، ومناقشات خيارات الحرب والسلام غير المتكافئة مع الألمان، وصولاً إلى قرار خوض الحرب حتى النهاية، وبتأييد شعبي وعبر لمسات شاعرية جاءت في أواخر المشاهد من الفيلم. كل ممثلي الفيلم لحسن الحظ كانوا يؤدون أدوارهم بجسارة واضحة، لم يُقدَّم تشرشل بالصورة النمطية له، أي كسياسي خارق، بل كشخص عازم لكن يعترضه أحياناً ما لا يمكنه التصدي له. حمل الفيلم رمزيات وكان ضمن موجة سينمائية عالمية يقودها توق إلى الماضي السياسي، ربما ترجو من خلالها تعويضاً عن خيبات سياسية حالية، وقرارات كارثية مثل «البريكست»، وقادة يجهلون قيم العمل السياسي. [email protected]