الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مسؤولية الإخوان وحوار مع الأستاذ أبو يعرب المرزوقي

أستاذنا الدكتور أبو يعرب المرزوقي، المفكر التونسي المعروف، واحد من أهم العقول العربية المعاصرة، وللرجل مقام لا ينكره اختلاف ويقتضيه الإنصاف. وقد شرفت بتعليقه على مقالي بالرؤية يوم 21 نوفمبر الجاري على حساب الرؤية على تويتر. كان اعتراض أستاذنا على مقولة إن جماعة الإخوان كانت إعاقة للنهضة بأنهم «لم يحكموا ستين سنة كالعلمانيين والعسكر في بلدك مصر حتى يحملهم كاتب المقال بلا موضوعية أو أمانة علمية» حسب وصفه في البداية. ولكن انفتح الحوار واقتربنا مسافات رغم الخلافات، ولكن أؤكد هنا أن ما ناقشناه كان فكرياً في المقال أولاً، وفق مفهوم شائع هو كبوة الإصلاح وأن نهضة عقلية جمعت بين الأصالة والمعاصرة، وبين القديم الصالح والحديث المقبول والمفروض، أوقفها مد الأصولية الدينية السياسية، التي أعادتنا لدوائر النفي الثقافي أولاً، ودوائر النظر والتكفير التآمري ثانياً، ولم أناقش مسألة من حكم ومن محكوم فيه. إن هذه الجماعة التي تأسست قبل نيف وثمانين عاماً كانت جزءاً من الحالة المصرية بالخصوص- ولا تزال سلباً- وكانت أحد العوامل الحاكمة فيها، ورقم مهم في مسار أحداثه منذ تأسيسها مرتكبة الكثير من الأخطاء والخطايا معاً. تحالفت مع كل أعداء الديمقراطية قبل ثورة يوليو، مع إسماعيل صدقي حين أسقط دستور سنة 1923، ومطرقة كل أحزاب الرجعية لسحب البساط من حزب الوفد وجعل مؤسسهم القضاء على التعددية هدفه، وفي لبنان وفي العراق هم السند الحقيقي لحزب الله وأذرع إيران، كما هم حالة أخرى في أفغانستان تحالفاً مع كرزاي والغرب الذي ينتقدونه. براغماتية تقترب لكل تسلطية، هي الجماعة الوحيدة التي خرجت تهتف بسقوط الديمقراطية ورفض التعددية الحزبية في أزمة مارس سنة 1954 دعماً لعبدالناصر الذي اصطدموا به فيما بعد، كما اصطدموا بغيره بعد أن كانوا يثنون عليه. لكن سؤالي: أي خطورة لجماعة تتصلب عند خطاب مؤسسها الذي رحل عام 1949 وترهن وطناً على عودة مسار تصر وحدها عليه. [email protected]