الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الإمارات والسعودية عينان في رأس

السعودية والإمارات قصة علاقة حميمة تمتد عشرات السنين، وأصبحت بفعل النيات الصادقة للقيادات المؤسسة للمملكة والإمارات بقيادة ملوكها الأوائل والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراهم جميعاً، تصل مرحلة لم تصل إليها أي من العلاقات العربية العربية، فقد حملوا أروحاً تآلفت وتعاهدت على التكامل الأخوي والارتباط الذي لم تحدده المصالح الدبلوماسية ولم تلمعه الصحف الرسمية، ولكنها العلاقة الصادقة التي آمنت بوحدة المصير والشراكة الحقيقية لتحقيق الرخاء والاستقرار والرفاهية في ظل التعاهد بالوقوف جنباً إلى جنب أمام كل المحن التي عصفت بالمنطقة، فتمكن البلدان من الخروج منها جميعاً وهما أقوى عما قبل. هذه القيادات التي ترجمت تلك المشاعر الصادقة إلى برامج عمل طموحة لتعزيز الوجود الخليجي العربي على الساحة الدولية بما يحقق استقلال القرار السيادي المنفرد كما هو الحال بالقرار الجماعي، فكانتا تتبعان استراتيجيات متطابقة وفق نظرة شمولية رحبة تتطلع إلى الاستقرار والأمن والرفاهية للشعب والعمل المشترك، فكان النمو الاقتصادي المطرد الذي شهده البلدان الضمان الحقيقي الذي أضاف إلى التأثير الخليجي خاصة والقوة العربية عامة، فحملتا راية الدفاع عن المصالح العربية والإسلامية في جميع المحافل، ونالتا احترام وتقدير القوى الدولية لما تميزتا به من سياسة واضحة ارتكزت دائماً على النمو الداخلي والتكامل الإقليمي والنأي عن التدخل في شؤون الآخرين. الإمارات والسعودية كانتا ضمان الخليج في أشد العواصف السياسية التي مرت عليه، ولم تكن الحرب العراقية الإيرانية، والمقدرة التي أبدتها القيادتان في إبعاد المنطقة عن الانزلاق في مهاوي أتونات تلك الحرب، والحشد الدولي الذي قادتاه لتحرير الكويت لاحقاً من الاحتلال العراقي، إلا نماذج ماثلة لتلك العلاقة التي فشلت جميع محاولات أعداء الأمة والتقارب الخليجي من دق أسافين الفرقة فيها، بل زادتها قوة وصلابة، وما عاصفة الحزم والتحالف العربي لمقاطعة قطر الداعمة للإرهاب ودورها في تأزيم الوضع العربي ودعم الفصائل الإرهابية لا سيما في ليبيا ومصر واليمن، ووقوفها المشين وإثارتها للفتن الهادفة لضرب الوحدة الخليجية ونشر الفوضى والانقسام العربي، إلا خير دليل. لقد اختبرت القيادتان بالتجربة التاريخية أن العلاقات الثنائية تترفع عن كل ريبة وشك، وأنها تسير بخطى ثابتة نحو التكامل الأكثر رسوخاً بين دولتين في التاريخ الحديث، وأن الدعوات التي يطلقها الأعداء ونشر التخوف لدى الآخرين من هذا التقارب لا سيما تلك السموم القطرية التي تفتقت عن الدعوى لتدويل الحج ضرباً في السيادة السعودية، لن تفلح أبداً في تقويض أواصر وعرى تقارب السعودية والإمارات، وأقل ما يوصفان بأنهما أصبحتا عينين في رأس. كاتب صحافي [email protected]