تعليم بالمشاركة

دائماً ما أتذكر أحد زملاء الدراسة الذي كان يحضن ورقته عند الامتحان حتى لا يتسنى لأحد أن يحصل على أي معلومة منه! حتى إن المعلمين كانوا يحاولون تغيير طريقته خوفاً من أن ينقطع نفسه كون الهواء لا يدخل إليه! لكنه يأبى حتى إن وضعوه على كرسي لوحده. وكنا دائماً ما نسأله كيف يستطيع أن يرى ورقة الامتحان والإجابة مع الظلام الدامس الذي يضعه على نفسه! هذا الزميل لم يستخدم هذا الأسلوب في الامتحان فقط، حتى عندما كان المعلم يسأله لا يجيب، وعندما كنت أساله عن سبب عدم جوابه كان يجيب بثقه بأنه لا يحب أن يشارك معلوماته مع الآخرين، مع أنها كانت موجودة في الكتب وليست سراً. لكم أن تتخيلوا كم كانت أيام هذا الزميل صعبة في المدرسة، خصوصاً مع من يعيش على المساعدات في الامتحانات! لكنه استمر على طريقته إلى النهاية بدون أي تغيرـ حتى إنني سمعت أنه استمر على النهج نفسه في الجامعة. التعليم في الغرب يعتمد بشكل أساسي على المشاركة ومحاولة إشراك الجميع في الإجابة عن الأسئلة، فليس الهدف لديهم أن تحفظ القوانين وجدول الضرب والتاريخ، بل الهدف أن تتعلم حل المشاكل مع من حولك، والمشاركة توصلنا إلى حلول أفضل من استخدام عقل واحد لحلها. المشاركة لا تنفع في الامتحانات! فمن غشنا ليس منا، وهذا هو المبدأ الأساسي، لكن الجلوس مع بعض والمشاركة في وضع الحلول والدراسة في مجموعة له تأثير كبير في نفسية الأطفال وتعليمهم أن يكونوا أكثر انفتاحاً على الأخرين وليس كصاحبنا الكتوم جداً. إعلامي