الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

التفكير خارج الكلمات

على سبيل الفلسفة يجري تداول علاقة اللغة بالفكر، ومدى إمكانية وجود تفكير خارج الكلمات، فيرى سابير أن الفكر واللغة وجهان لعملية نفسية واحدة وأن الكلام تفكيريّ وفق مستويات، كما يرى أحمد حمّاد أن اللغة للفكر بمثابة الأرقام للحساب، في حين أن أولمان يذهب إلى اعتماد التفكير بشكل أساسي على اللغة، غير أن ثمة تفكير يجري خارج الكلمات من وجهة نظره كالإدراك الذهنيّ لحقيقة بديهيّة مثلاً. وإذا ما تأمّلنا الحقائق القائلة إن العقل البشري غير قادر على الربط من غير رمزية وفق سابير، وأن اللغة هي الوسيط الأساسي لكل أنواع التفكير، وأن تعليمات المهام تُصاغ في أشكال لغوية وفق غوديث غرين، فبإمكاننا الخلاص إلى أن التفكير لا يجري بمعزل عن الكلمات إلا في مواضع محدودة. ولو قال قائل إن الرسم الكاريكاتوريّ ليس إلا فكرة مجرّدة من الكلمات، فإننا نبرهن على عدم صواب ذلك؛ ذلك أن تمثيلها خاضع لتعليمات لغوية، وزِدْ على ذلك أن عمليّة تلقّيها خاضعة لاستنتاجات لغوية بالضرورة، ولعل عدم قدرتنا على تفسير الرسم بالرسم يثبت ذلك. [email protected]