الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تدويل الحرمين أم الأزمة؟

قبل زهاء الـ ٦ شهور تقريباً، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة يعتبر "عدوانياً"، وهو بمثابة إعلان حرب ضد المملكة، وأن السعودية تحتفظ بحقها في الرد على أي طرف يعمل لتدويل المشاعر المقدسة، وهو حق سيادي للمملكة أن تمارسه على كل شبر من أرضها. كلام الوزير الجبير في تلك الفترة، لم يكن اعتباطياً ولا ارتجالياً، وإنما كان مبني على مؤشرات أولية تجاه هذا الملف، والمتورط الرئيس به هو تنظيم الحمدين، الذي يدير دفة الحكم في الدوحة حالياً، وهو مبني على تجارب سابقة مع هذا التنظيم، الذي لا يحترم القيم الإسلامية ولا حتى الإنسانية. من المؤكد أن تنظيم الحمدين بدأ يشعر بدنو أجله، ولذلك هو يسعى لسياسة الأرض المحروقة، وخلط الأوراق، وإن كان ذلك عبر قضية لا تمت له بصلة، سوى أنه يسعى من خلالها لتخفيف الضغط على نظامه، وبالتالي هو يسعى لتدويل قضيته التي فشل في الترويج لها، وإقناع العالم بأنه محاصر، عبر المساومة على تدويل قضية المشاعر المقدسة. ما لا يعلمه هذا التنظيم أن حكام وشعب المملكة العربية السعودية، ينظرون للحرمين الشريفين من منطلق أنهم "خدام" لحمايته ورعايته والاهتمام به، وهذا الشيء الذي يصعب على أفراد التنظيم مجرد التفكير فيه أو الطموح لممارسته، فهم (تنظيم الحمدين) مقسمون بين بائع لبلده وعاق لوالديه وخائن لحق الجوار. لا شك أن قطر، أو بمعنى أدق تنظيم الحمدين الذي يدير قطر، يسعى لاستمالة العالم إزاء أي تحرك ميداني ضدها، بالترويج أنه مدعوم خارجياً، وتحديداً من الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، ومتجاهلاً أن الشعب القطري لم يعد يحتمل تصرفاته الطفولية والغوغائية تجاههم وتجاه الآخرين. للسعودية حق الرد كما ذكر وزير الخارجية عادل الجبير، في الوقت المناسب وبالطريقة التي تقرها الرياض، لأن الاعتداء على الحرمين الشريفين، وإن كان عبر قضية التدويل، هو اعتداء على كرامة المسلمين بشكل عام، ولن تقبل به المملكة ولا الدول الإسلامية، ومن كان في قلبه ريب فسيجد نفسه في أحضان قطر. قضية تدويل الحرمين مسألة ليست حديثة، وبالمناسبة كانت الدوحة تروج لها منذ ٢٠ عاماً تقريباً، ليس مباشرةً، وإنما عبر دعم الأصوات النشاز التي كانت تطالب بذلك بين فترة وأخرى، وفِي أوقات متفرقة، وهي ربما لا تعلم أن ذلك كله مرصود وموثق، وأن كل تحريض لها كانت السعودية ودوّل أخرى تحصل على نسخة منه، لكنها كانت تتغاضى طمعاً منها في عودة الابن الضال إلى حضنه الخليجي. السعودية كما ذكرت لا تنظر للحرمين الشريفين كمصدر للتكسب السياسي كما تريد قطر، وإنما تريده كما جعله الله، مهوى للأفئدة ومستقراً للسلام والطمأنينة، وعلى قيادة قطر في حال أصرت على غوايتها، أن تتحمل تبعات وعواقب غضب السعودية ومن خلفها العالم الإسلامي. محلل سياسي [email protected]