الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

في ثورة الجياع الإيرانية

أخمدت أو أجهضت تلك الثورة التي انطلقت من إيران وضد ما يجري في إيران، كما بدأت خبت، وكأنها قنبلة انفجرت وأحدثت أضراراً ولكنها لم تحرق المنزل، وبالرغم من إيماننا بأن الشعب الإيراني لن يقبل طويلاً بما يحدث له من تضييع لثرواته ونهبها من قبل الملالي الذين ملؤوا أرصدتهم في البنوك الأجنبية كما ملؤوا الدنيا بالموت والدمار والخراب، ودعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية التي سعت إلى رهن بلادها إلى الحوزة في قم على أشلاء الضحايا الذين يسقطون بالنعرات الطائفية والتصفيات العرقية. إن ما حدث للشعب الإيراني أثناء هذه الثورة لن يكون بأسوأ مما كان يسومهم ملالي الجهل عبر قطعان المرتزقة من التحشدات التي شكلتها حكومة الملالي ويدفعها فقط الرغبة في سفك الدماء من القتلة والمأجورين، وتدريبهم وتمويلهم وتسهيل إدخالهم إلى البلدان التي أحرقوها ودمروها لتحقيق بروتوكولاتهم الصفوية التي لن تتحقق مهما حاولوا وطال أمد تجبرهم في الأرض، كما يحدث في سوريا والعراق ولبنان. من المتوقع أن ترتفع وتيرة التنكيل الصفوية بكل أولئك الذين ثاروا ضدها لا سيما الطلبة الذين كانوا هم ركيزة الثورة الإيرانية التي جلبت الخميني إلى البلاد، وكذلك أهل الأحواز الذين ستتدلى أجسادهم في حبال الرافعات بصورة غير مسبوقة، ناهيك عن أولئك الذي سيقضون تحت التعذيب الممنهج والذين سيكونون حصصاً تدريبية حية للمحققين في زنازين المعتقلات والسجون. إن من المذهل أن ترتفع الهمهمات بأن الدول راعية الديمقراطية هي من تقف مع الحكومة الصفوية لوأد هذه الثورة الإيرانية الشعبية، وأنها هي من تقف وراء التعتيم الإعلامي الذي يعين على تنامي الاحتجاجات وتقويتها لإسقاط النظام الدموي القائم، فهي تخشى أن يكون النظام الذي سيأتي من بعد جانحاً للسلم ويعمد إلى معالجة أمور الداخل وسحب القوات الإيرانية من الخارج ووقف نزيف الميزانية الإيرانية لدعم الحركات الإرهابية في المنطقة العربية، ما سيعني الهدوء والاستقرار وتوجه العرب لحل مشاكلهم دون وجود العدو على الضفة الأخرى، وسيتم القضاء على الانفلات الأمني في العراق والوضع المأساوي في سوريا واليمن وتحرير لبنان من قبضة حزب الشيطان، وسيصبح العرب في وضع أقوى عما كانوا عليه قبل الربيع العربي المزعوم. كاتب صحافي [email protected]