الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لعبة الحوت الأزرق تغزو الجزائر

لطالما كان التطور التكنولوجي سلاحاً ذا حدين، لكنه ظل لفترة ليست بالبعيدة غير متاح على نطاق واسع، إلى أن جاء الإنترنت وبعده الهواتف الذكية لتفتح أبواب العالم كله لكل راغبٍ في سبر أغوار هذا الكون بسلبياته وإيجابياته. واقعٌ مؤلم تلك الذي تعيشه الأسر حول العالم في محاولة منها مراقبة أبنائها على مدار الساعة وحمايتهم من الأخطار المحدقة بهم، وهم يحاولون اكتشاف المجهول وهو شيء طبيعي لأطفال ومراهقين لا يعون ما تخبئ لهم الأقدار خصوصاً في ظل وجود أشخاص سيئين همهم الوحيد إيذاء من حولهم، ونقل أمراضهم النفسية والاجتماعية إلى النشء الجديد. الأسر الجزائرية كغيرها من الأسر في دول مختلفة، تعيش حالة استنفار قصوى بعد انتشار لعبة «تحدي الحوت الأزرق»، هذا الكابوس الذي أدخل الرعب والتوجس للأولياء والمدارس أيضاً، التي باتت تفرض رقابة يومية على تصرفات الأطفال في البيوت والمدارس، للوقوف على التغييرات التي تطرأ على سلوكياتهم ونفسياتهم. حالات انتحار ومحاولات انتحار تسجلها المستشفيات ومراكز الشرطة يومياً في الجزائر، آخر الإحصاءات تشير إلى ثماني حالات انتحار لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين تسعة و15 سنة، اختاروا طريقة الانتحار شنقاً، وهي الطريقة التي يفرضها القائمون على هذه اللعبة اللعينة. برغم حملات التوعية التي أطلقتها المدارس والمساجد في ربوع الجزائر، لكن فضول الأطفال لكل ما هو جديد ومتداول بين الأطفال في سنهم صعّب من المهمة، ولم يجد الأولياء حلاً آخر سوى سحب الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من أبنائهم، في محاولة لتدارك الوضع الذي ينذر بكارثة حقيقية إذا ظل الوضع على ما هو عليه.