السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

شعارات التطرف البراقة والسقوط

في 17 أكتوبر الماضي سقطت واحدة من أهم أساطير تنظيم داعش، حين سقطت قرية دابق على يد قوات درع الفرات، والتي كانت مركز أسطورته أنها بشرى بقدوم المهدي ومعارك آخر الزمان، وأن هذه القرية والوادي المحيط بها سيشهدان واحدة من معارك آخر الزمان. وكما أسقط وصف الخليفة القرشي الثاني عشر، كما ورد في الآثار على شخص خليفته المزعوم، أسقط روايات الفتن والملاحم -كما كان يسميها فقهاؤنا- على معاركه، وسمى باسم دابق مجلته الإنجليزية. وجذب عبر هذه الأسطورة المتعاطفين والدهماء ممن يعتقدون بمثل ذلك الوعي الملحمي الذي ينتظر المخلص ويؤمن بنهاية العالم، وتتواتر رواياته في كل ثقافة حتى حصرها أحد الباحثين في نيف وأربعمئة رواية. من هنا نود أن نشير لخطورة الشعار الأصولي وشعارات المتطرفين الخادعة بدرجة كبيرة، والتي تبدو عاطفية تماماً وموحية ومبشرة تماماً، بينما امتلك أعداء داعش في سوريا من المقاتلين روايات أخرى، وهتفوا بعودة الإمام وهتفوا لحروب الفتنة كذلك من جديد. الشعار بنية لفظية تحمل طاقة شعورية أو لاشعورية، يستعصي نقدها أو تفكيكها على غير العقلاء، تستلب عاطفة المتدين البسيط نحوها سريعاً، فيصعب عليه أن يتوقف أو يوقف من يهتف في اليمن وهو يقتل شعبه ويقاتل حكومته: «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل» من ميليشيات الحوثي، كما يهتف أتباع الخميني في كل مكان منذ سبعة وثلاثين عاماً. العقلاء الأقوياء فقط سيستطيعون أن يذكروهم بـ «إيران غيت» الصفقة التي كُشفت بين إيران وأمريكا التي يهتفون بموتها، وأتباعه هم من سيذكرونهم بالاتفاق النووي والخضوع الكامل لاشتراطاته والسعي للترضية والتقارب البين، فضلاً عن رفض دعوات الموت ذاتها. كذلك كان في مصر صعباً وعصياً على منافسي جماعة ترفع شعار «الإسلام هو الحل» منافستها، ليردها معلناً إيمانه الذي ولد عليه، وتربى عليه قائلاً: «لستم الإسلام وحدكم وكلنا مسلمون»، ويردهم ناقداً تتكلمون ديناً وإيماناً أصله التسليم فيما هو سياسة أصلها الخصومة والاختلاف، كما كان يقول الحسن البصري، فيكشف زيف هذا البريق الشعاراتي.