السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

إشكالية الهوية الأمازيغية تعود مجدداً

تتقاسم دول المغرب العربي (الجزائر، تونس، المغرب وليبيا) هوية مشتركة واحدة، ويعد الأمازيغ الذين استوطنوا بلدان شمال أفريقيا منذ آلاف السنين السكان الأصليين، لتأتي الفتوحات الإسلامية المتعاقبة لتفتح الباب على مصراعيه لهجرة العرب من شبه الجزيرة العربية، لينقلوا معها عاداتهم وتقاليدهم وهويتهم العربية الإسلامية الخالصة، ليجدوا كل الترحيب من الأمازيغ، فجرى ذلك التزاوج الجميل والمثمر بين الهويتين. ورغم انصهار الأمازيغ في الهوية العربية، إلا أن الكثير منهم ظل محافظاً على هويته الأمازيغية الأصيلة، ويتجلى ذلك في كلامهم، حيث إنهم يرفضون الكلام بغير الأمازيغية بينهم، إلى جانب عاداتهم في المأكل والملبس والاحتفال بأعيادهم الخاصة. وحيث إن الأمازيغ يشكلون نسبة كبيرة من سكان البلدان المغاربية، تعالت الأصوات، أخيراً، بضرورة إعطائهم المزيد من الحقوق التي حرموا منها، على حد تعبيرهم، من أهمها حقهم في الاحتفال بأعيادهم الثقافية، ولا نقول الدينية لأن أغلبهم يدين بالإسلام. وحقق أمازيغ الجزائر العديد من المكاسب من أهمها تضمين الدستور لمادة تقضي باعتبار اللغة الأمازيغية لغة رسمية، كما سيجري الاحتفال اعتباراً من هذه السنة بيوم 12 يناير، الذي تحتفل به هذه الشريحة المهمة من المجتمع الجزائري بيومها الأمازيغي منذ قرون خلت، ومنح يوم عطلة مدفوعة الأجر، كغيره من الأعياد الوطنية، كما يجري حالياً دراسة مشروع تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس الجزائرية. أما الدستور المغربي الذي جرى تعديله في 2011 فينص على احترام التعددية الثقافية واللغوية، وتقوم منظمات عدة تمثل الأمازيغ الذي يقطن أغلبهم مدينة «مراكش»، بخوض معارك حقوقية لتحقيق المزيد من المكاسب في هذا الخصوص.