الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

صرح المؤسس زايد

بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد المؤسس الباني المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل عربي ومسلم وليس إماراتي فحسب، فكان إعلان الدولة في 17 يناير 2017 بنيتها لإقامة هذا الصرح في العاصمة أبوظبي، ليكون نبراساً ملهماً للسيرة العطرة التي مثلها الراحل الكبير، وما قدمه لأمته والعالم وما مثله من قيم وأخلاق ونبل الفرسان كللت كل تلك النجاحات التي حققها على جميع المستويات خلال مسيرته، فطافت سيرته أرجاء المعمورة، وأصبح قدوة أتعبت سواه فاكتفوا بالتمني أن يكونوا مثله. زايد بن سلطان آل نهيان صرح تعجز الكلمات عن وصفه، وتعجز النصب أن تفيه حقه، إلا أن العاصمة ستنشئ صرحاً تأمل أن يلهم الأجيال ويعلمها سيره المغفور له، وذلك عبر ما يصاحب هذا الصرح من مشروع ثقافي تعليمي يسلط الأضواء على حياة الراحل الكبير والتعريف بها، وسبر أغوار تلك الروح والإنسانية والقيم النبيلة التي عاش وفقها. ستكون الأعمال الفنية المصاحبة للصرح وما يحويه من مناشط وزوايا وأعمال ومعارض ستشتمل على التسجيلات والصور والمشاهد النادرة والقصص المكتوبة عن حياة الراحل الكبير، بالإضافة إلى اختبار التجارب التفاعلية الملهمة التي سيحويها الصرح المنشأ على مساحة 3.3 هكتار مربع من المساحات الخضراء، ليصبح معلماً وطنياً ووجهة ثقافية وسياحية تحمل إرث هذا البلد الذي أسسه الراحل الكبير بالكثير من الجهد والعرق والإخلاص والمثابرة، فارتقى إلى مراتب الخلود في صفحات التاريخ الإنساني، وأصبح القدوة والنبراس الذي تهتدي به الأحيال التي أتت من بعده. لقد حرصت الدولة على أن يكون الصرح الذي يجسد الذكرى الخالدة للمؤسس الراحل طيب الله ثراه، على أعلى مستوى من التقنية والإنجاز في أدق تفاصيله، فهو وإن كان يوثق ويكرم الماضي، إلا أنه يعمل بكل تقنيات المستقبل كتعبير عن أن الماضي هو اللبنة الحقيقية التي أسس عليها الحاضر الذي نعيش، وهو فنار الهداية للمستقبل الذي نأمله لوطننا ولأولادنا. زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ذلك الإنسان الشهم النبيل الذي حلم في يوم أن يبني وطنا لا يقل شأناً عن تلك البلدان التي رآها في مقتبل حياته والتي زارها، فلم ينبهر بما رأى بقدر ما تمنى أن تكون بلاده كما هي تلك البلدان، وتمكن بفضل الإرادة والصدق والإخلاص أن تصبح في وضع مقارب لتلك البلدان، ولكنه عندما بدأ العمل لم يتوقف حتى أصبحت البلاد تفوق تلك البلدان رسوخاً وقوة بناء، وأصبحت بفعل إيمانه وإخلاصه مطلباً وأمنية لمواطني تلك الدول العيش في بلادنا. وعلى ذلك النهج سار قائد البلاد وخليفة زايد، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ونائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم حكام الإمارات.. لتمضي البلاد في مسيرة أبهرت العالم كي تتبوأ المركز الأول كما أوصاهم زايد. [email protected]