الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أفَلسنا نفكّر بالكلمات؟

تمخّض تأمُّلي في كلام الناس إلى استنتاجٍ يقول إن «الكتابة هي فن التفكير»، ثم ألقى بي البحث في وجه فتحٍ علميّ يقول إنّ اللغة والتفكير وجهان لعملية نفسية واحدة؛ فهما صنوان. ومن قبيل التأمّلات في ذلك ما أسمّيه بالاستجواب الذهنيّ، إذ اعتدتُ أن أسمع أفكاراً مبتورة ذات مدلولات عائمة، بل وتوظيف كلمات جزئية أو بعيدة عن المقاصد، مما يُفضي إلى التّضليل، حتى أخذت أطرح عدداً من الأسئلة على المتكلِّم لإعانته على بَلْوَرة فكرته، كما لو أنّه استجواب ذهنيّ، وفي ذلك ما فيه من المَشقّة على الطرفين، ولو كانَ هناك مخزون لغويّ كافٍ لدى المتكلِّم، لكان ثمّة سبيل إلى التعبير وتحقيق التواصل الفعّال. وذكر أولمان في كتابه «دور الكلمة في اللغة» ما يتقاطع مع فكرة التفكير بالكلمات، وتلك حكاية مريض يعاني اضطراباً كلامياً مُسمّى بالعيب اللفظي المُفضِي إلى اهتزاز العلاقة بين الكلمة والمعنى في ذهن المريض، والشاهد هنا أن المريض فقد مهارته الذهنية الفائقة في لعب الورق بعد عجزه عن تذكّر أسماء الورق .. أفلسنا نفكّر بالكلمات؟ [email protected]