الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تحذير أم تشهير؟

سادت موجة من الغضب بين الجزائريين بعد صدور بيان عن وزارة الخارجية البريطانية تحذر فيه رعاياها من السفر إلى الجزائر لاحتمال تعرضهم للاختطاف، ويرجع غضب الجزائريين واندهاش بعض المتابعين للشأن الأمني في الجزائر، إلى احتواء البيان على تناقضات كبيرة، من بينها تحذير الرعايا من السفر إلى الجزائر، وتحذير آخر للرعايا من التنقل داخل الجزائر ليلاً لخطورة بعض الأحياء، لتعود الوزارة وتناقض نفسها وتحذر الرعايا من الاقتراب من مسافة 30 كم من الحدود التي تجمع بين الجزائر وكل من تونس، وليبيا، وموريتانيا، ومالي والنيجر. ولم تكتفِ التناقضات عند هذا الحد حيث أشاد البيان بجهود السلطات الأمنية الجزائرية في تأمين المدن، وما أثار غضب الجزائريين حقاً هو عدم تسجيل أي حالة اختطاف للرعايا البريطانيين أو رعايا الدول الأوروبية الأخرى في الآونة الأخيرة؛ ويتساءل الكثيرون لماذا هذا التوقيت بالذات والجزائر تشهد نشاطاً سياحياً لم تعرفه منذ ثمانينيات القرن الماضي؟ صحيح أن الوضع الأمني في الجزائر كان في غاية الخطورة خصوصاً في العشرية السوداء، وتعرض الأجانب للاختطاف والقتل، لكن هذا الزمن ولّى بفضل «المصالحة الوطنية»، التي أعلنها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وبفضل جهود الأجهزة الأمنية التي نجحت في القضاء على الإرهاب، إلى جانب تمكنها من إحكام السيطرة على الحدود مع البلدان التي شهدت ثورات وحروب خصوصاً بلدان الساحل. ولم تسجل أي حالة اختطاف للرعايا الأجانب، ما عدا حادثة احتجاز الرهائن في المنشأة البترولية في منطقة عين أمناس جنوبي الجزائر سنة 2013، وتمكنت قوات الأمن من دحر الجماعات الإرهابية وتخليص العديد من الرهائن؛ أما مسألة خطورة بعض الأحياء الشعبية فهي ليست حكراً على الجزائر بل هي ظاهرة موجودة في كل بلدان العالم.