الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

خفايا الحمدين

مازال مسلسل «الخداع السياسي» الذي انتهجه تنظيم الحمدين مستمراً ولا أعتقد أنه سينتهي قريباً، آخر هذه الحلقات الدرامية في مسلسل التنظيم الضلالي تمثل في الفيلم الذي أعده وموّله وأنتجه تنظيم الجزيرة، وإن كان استخدم فتنته الفضائية، قناة الجزيرة، لإيهام العالم بأن يده بريئة مما تضمنه محتوى الفيلم المخزي الأخير. سياسياً تنظيم الحمدين حقق نقطة انتصار هذه المرة، وهذه شهادة حق، هو فعلاً حقق ما فشل وزير خارجيتها في فعله طوال فترة المقاطعة الرباعية لقطر، أوصل سمومه في كل الاتجاهات ودون إحراجات سياسية هذه المرة، ولكن انتصاره ومن باب الإنصاف أيضاً لم يجاوز ذلك الحجم كما كان التنظيم يأمل تحقيقه، بل إنه أظهر نفسه بشكل أسوأ مما كان يتخيله، وكما يقال في العامية «ليته سكت». حاول التنظيم توجيه التهم في كل الاتجاهات، من المنامة إلى أبوظبي والرياض والقاهرة، واستحضر كل من يستطيع أن يستنطق منه كلمة فسق تجاه الدول الأربع، حاول تمرير «مظلوميته» بشكل خبيث، في سعي واضح لحصر خلافاته الحالية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بموضوع الانقلاب المزعوم على حكم الشيخ حمد بن خليفة، وكأن الجيران لم يكن حلمهم سوى اعتلاء عرش قطر حتى يحرروا القدس. الرد على ما تضمنه الفيلم المسيء الذي أنتجه تنظيم الحمدين لا يحتاج إلى الكثير من الإيضاح، ويمكن معرفة ذلك من حجم التضخيم والمبالغة المستخدمة في طريقة عرض الفيلم والتسويق له، ناهيك عن أن العالم أجمع يعرف أنه لو حاولت أي دولة احتلال قطر في فترة انقلاب الشيخ حمد على والده الشيخ خليفة، فإنه حتماً سيكون أصغر احتلال يشهده التاريخ، ولكن المؤكد أن دول الخليج التزمت الحياد حيال عملية الخلاف العائلي في قطر، برغم تحفظها على تصرفات الشيخ حمد بن خليفة. السؤال الأبرز.. هل أحرج تنظيم الحمدين نفسه عندما أنتج هذا الفيلم، وهل أخبره مستشاروه أنه بإنتاج هذا الفيلم سيناقض تصرفاته؟ بالنسبة لي أرى أن من حسنات هذا الفيلم أن التنظيم القطري أظهر كثيراً من تناقضاته التي كان يخفيها أمام الملأ، فبالإضافة إلى حجم الكذب السياسي الذي ساقه في فيلمه، هناك تناقض سياسي عجيب فيه أيضاً، فهو يرى أن سياسات الانقلاب مرفوضة وغير مرحب بها، أو هكذا فهمت، لكن الواضح أنه فعل عكس ذلك تماماً. تنظيم الحمدين إذا كان يرى عدم أهلية الانقلابات والتدخل في شؤون الآخرين، فماذا يسمي تدخلاته في الشؤون الداخلية لجيرانه طوال ما يزيد عن 20 عاماً، وما الذي يعنيه تركيز نشراته الإخبارية على بث التلفيقات وإثارة الشائعات تجاه جيرانه أيضاً؟ وماذا يسمي التنظيم تدخلاته وأمواله التي نثرها في مشارق الأرض ومغاربها لتغيير أنظمة وكسب ولاءات؟ وكيف ينظر لدعمه وتبنيه ثورات الربيع العربي تجاه الأنظمة الحاكمة؟ وكيف سيبرر تنظيم الحمدين مشاركة قواته مع قيادة التحالف لإعادة الشرعية في اليمن؟ ولماذا لم يرفض المشاركة باعتباره انقلاباً؟ أم أن زاوية رؤيته للأشياء تختلف عن بقية العالم؟ [email protected]