السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

إنّ من المَجازِ لَمَكْراً

هل تتوجَّس حين ترى أحدهم يهرب من الشفافية في مقاماتها راكناً إلى الأساليب المُبهَمة القابلة للتأويل على مختلف الوجوه؟ معك حق! فذاك محض مراوغ غير جدير بالثقة يحترف الاختباء وراء مجازات اللغة واستعاراتها وكناياتها، ويتفنّن في التواري خلف اللغة الإيحائية والإيماءات السيميائية والإشارات الضمنية على سبيل التنوير غير المباشِر حيناً، والتضليل أحياناً أخرى، وذلك أدهى وأمر. ولو كنتَ حصيفاً باللغة ومداخلها ومخارجها، لعرفتَ أنّ هذا ممّا يدخل في إطار اللَّبْس الأسلوبيّ، وبغض النظر عن السمة الإبداعية والخاصية العبقرية لتلكم الأساليب، إلا أنها تمثِّل مؤشِّراً حقيقياً للمراوغة والتزييف الذي يمارسه السياسيون والإعلاميون غالباً، فضلاً عن سواهم من الماكرين الذين نلتقي بهم ونتعامل معهم في حياتنا اليومية. وهل للماكر من باعث سوى التنصُّل من المواجهة والمصداقية، والانسلاخ من الالتزام والمسؤولية؟ ومن ثَمّ فلا تلقى إنصافاً ولا حتى اعترافاً منه بنقيضه، ليبقى هو في الظلال وينام بسلام، بينما تبقى أنت مع النوم في خصام .. فإن من المجازِ لمَكْراً، وعليه «اترك ما يُريبُك إلى ما لا يُريبك» كما يقول الحديث النبوي الشريف. [email protected]