الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإرهاب يلفظ أنفاسه في تونس

بعد سبع سنوات منذ اندلاع أول شرارة للثورة الشعبية في تونس، والتي شهدت أحداثاً مؤلمة في هذا البلد السياحي الجميل، عادت الأمور إلى نصابها بفضل جهود قوى الأمن والجيش التونسي الذي ضرب بيد من حديد كل من سولت له المساس بأمن وسلامة الأشخاص والممتلكات في تونس. وعاد الأمن ليستتب تدريجياً في جميع المدن التونسية، بما فيها المدن التي تقع على الحدود مع ليبيا التي تعد مناطق «عالية المخاطر»، وذلك بعد سنوات عاشت فيها تونس ظروفاً أمنية جد قاسية، كما رمى الوضع الأمني بظلاله على الحالة الاقتصادية، حيث تضرر القطاع السياحي الذي يعد المورد المالي الرئيس والأكبر لتونس بشكل ملحوظ، وأدى تناقص أعداد السياح إلى شلل شبه كامل لبعض القطاعات وتراجع التنمية لمستويات باتت تنذر بكارثة اقتصادية واجتماعية لولا تدارك الوضع أخيراً. وعاش «التوانسة» الوضع الأمني والاقتصادي بكل تفاصيله، فمن إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وصعوبة التنقل خصوصاً في الليل وتعطيل مصالح المواطنين، إلى الوضع الاجتماعي المتدني بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي شهدتها البلاد بعد الثورة. وبرغم تواصل الأعمال الإرهابية في أنحاء متفرقة من تونس في فترات متباعدة، والتي كان آخرها تفجير أحد الإرهابيين لحزام ناسف قبالة وحدات الحرس الوطني في منطقة «التوي» التابعة لمعتمدية بن قردان، إلا أنها محاولات يائسة من الفلول الإرهابية للإفلات من السيطرة التي فرضتها عليهم مصالح الأمن ومنعهم من التسلل إلى الحدود الليبية، التي أصبحت مرتعاً خصباً للإرهابيين الفارين من قبضة قوات الأمن سواء في تونس أو الجزائر.