الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإمارات .. طائر سلام وصقر جارح

تحل الذكرى الثالثة لعملية عاصفة الحزم، التي أعلنتها قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية ومشاركة دول عدة صديقة وشقيقة، في مقدمتها الإمارات العربية المتحدة، لإعادة الشرعية إلى اليمن، وصد التهديد الحوثي الانقلابي لليمن والمنطقة، وما أجزم به أن هذه العملية التي أطلقتها السعودية بمشاركة الإمارات وبقية دول التحالف، أثبتت للعالم الخطر الحوثي الإيراني في المنطقة. العملية التي كانت مباغتة ولم يعلم بها العالم إلا بعد انطلاقها، أسهمت في سيطرة قوات الشرعية اليوم على ما لا يقل عن 85 في المئة من الأراضي اليمنية، والتي كانت تسيطر عليها ميلشيات الحوثي المدعومة من إيران، وليس فقط عملية السيطرة على الأرض هي ما أفشلته عاصفة الحزم، وإنما أيضاً أوقفت النفس الطائفي التوسعي لدى الحوثيين، الذين كانوا يأملون تأسيس كيان على غرار حزب الله الإرهابي في لبنان، والذي حتماً لن ينفك عن تصدير المشكلات إلى جيرانه والعالم، انطلاقاً من موقعه الجغرافي المتميز على باب المندب، ممر الملاحة البحرية العالمية. عاصفة الحزم كشفت لنا نحن المراقبين الكثير من الأمور، إذ برزت من بين الدول المشاركة في عاصفة الحزم دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعرف إليها العالم من بوابة السلم والطموح ومنارة العلم والتقدم، لكنها قدمت نفسها في هذه العملية بوجهها الآخر، مظهر الدولة العسكرية الصلبة، على مستوى مقاتليها أو حتى الترسانة العسكرية المتقدمة التي أبهرت العالم بامتلاكها لها، ما يعني أن هناك قوة على ضفاف الخليج العربي تستطيع ردع أي تهديد مستقبلي قد تشهده المنطقة، وهي بذلك تثبت أنها طائر سلام من الممكن تحوله إلى صقر جارح متى ما أحس بالخطر. ومن دون انتقاص لأدوار بقية الدول المشاركة في عاصفة الحزم، لعبت السعودية والإمارات الدور الأبرز، في رسم الخطوط العريضة للتحالف، وإدارة مجريات الأمور على الأرض، وللعلم فقط، فدور السعودية والإمارات في عاصفة الحزم لم يقتصر على ردع الحوثي وعصابته، وإنما أسهم في القضاء على الإرهاب، وذلك بمنع إنشاء دولة تديرها القاعدة، مشابهة لداعش في العراق وسوريا، بسبب الوضع السياسي والأمني المتدهور هناك منذ سنوات، وأصبح التنظيم الأخطر في العالم يصارع اليوم للبقاء، بعد خروجهم من جعار وزنجبار وأبين، وليس للتوسع والانتشار كما كان يخطط، وبالتالي رأينا كيف انحسرت عملياته الإرهابية في الآونة الأخيرة. اليوم وبعد مضي ثلاث سنوات على عاصفة الحزم، يحق للسعوديين والإماراتيين وجميع مواطني دول التحالف أن ينعموا بالأمن في بلدانهم، بفضل هذه الملاحم البطولية التي قدمتها جيوشهم وقواتهم الأمنية، والتي تضرب بيد من حديد على الباغي والمعتدي، لكنها تقدم يد الخير والمساعدات الإنسانية لمن يحتاج إليها، ورأينا جهود هذه القوات جلياً في الحفاظ على حماية الطرق البحرية في مضيق باب المندب، الذي لو تمكن الحوثي وقادته في إيران من إغلاقه، لتضرر العالم جراء ذلك، وهذا برأيي عمل إنساني نبيل قبل أن يكون عملاً عسكرياً. عاصفة الحزم لمن لم يقرأ أو يطلع عليها كثيراً، لم تبدأ في يومها الأول، من دون الاهتمام بالجوانب الإنسانية، إذ أسهمت دول التحالف في تعزيز البنية التحتية والخدمات، وتحسين الوضع الإنساني، وإنعاش الاقتصاد، وعلى سبيل المثال فقط، أسهمت الإمارات العربية المتحدة بنحو 27 في المئة من إجمالي المساعدات المقدمة لليمن ابتداء من أبريل 2015 وحتى اليوم. [email protected]