الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

من أجل اليمن

كان فجر الـ25 من مارس 2015 استثنائياً، فمن قصر العوجا في الدرعية قرب الرياض انطلقت الشرارة الأولى لعاصفة الحزم ضد التمرد الحوثي، جماعة صغيرة متمردة ومدعومة إيرانياً أرادت أن تنقض على مقدرات أمة عظيمة وتستأثر بالقرار. جماعة بلا تاريخ سياسي في جعبتها وبلا سجل عسكري سوى مغامرات فاشلة لا تكاد تخرج من واحدة حتى تدخل في أخرى. توهم الحوثي للوهلة الأولى أن جرّة المغامرة ستسلم ككل مرة! ليستيقظ وخلفه النظام الإيراني صبيحة ذلك اليوم على تحرك هو الأقوى ردعاً والأكثر صرامة وحزماً. تحالف عربي بأهداف واضحة منذ فجره الأول، لا مكان لدولة داخل الدولة، ولا مجال لحلم التمدد الفارسي على أرض اليمن العربي هوية وتاريخاً وجغرافيا سياسية واقتصادية. اليوم، وبعد ثلاثة أعوام من عمليات تحالف دعم الشرعية بقيادة سعودية إماراتية، ينكمش السرطان الحوثي الخبيث يوماً تلو الآخر، ويخسر المزيد والمزيد من الأراضي التي كان يسيطر عليها مقابل بسط نفوذ وسيطرة الحكومة الشرعية على 85 في المئة من الأراضي اليمنية، ناهيك عن تجفيف منابع خطر تنظيم القاعدة الذي كان يطمح هو الآخر للتموضع على مساحة من الأراضي اليمنية لخلق حالة داعشية على غرار ما حدث في العراق وسوريا. لقد أثبتت السعودية والإمارات أنهما الأقدر والأجدر في التعامل مع الواقع اليمني، يتجلى ذلك في الواقع على الأرض ونحن نسمع ونرى يداً من حديد تضرب عناصر الميليشيات بحزم، ويداً أخرى بالتوازي تعيد أملاً وتعيد لليمن حياة كادت تقضي على معالمها الحماقات الحوثية في كل شبر امتدت إليه أياديه تخريباً وعبثاً. لقد خلقت عاصفة الحزم ومعها إعادة الأمل حالة اعتزاز وثقة متجددة لدى مواطني البلدين في قدرات قواتهم المسلحة التي قدمت ملحمة عسكرية بتنسيق عالٍ وعمل احترافي لم يتوقف أثره عند الواقع اليمني فحسب، بل تعداه إلى أبعد من ذلك، إلى دور إقليمي ودولي يتجلى في تأمين خطوط الشحن البحرية وضمان أمن وحرية الملاحة في مضيق باب المندب. وعلى الرغم من كل ما قدمته عاصفة الحزم، ولا تزال، من تحولات إيجابية في الواقع اليمني، إلا أنها لم تسلم من نقد بعض من في قلوبهم مرض. وعلى أولئك سواء أكانوا يمثلون دولاً أو منظمات أو أفراداً أن يقارنوا حجم ما قدموه من نقد أجوف متناهٍ في الصغر بحجم ما قدمته الشقيقتان السعودية والإمارات من دعم إنساني وإعادة إعمار لما خلفه الحوثي من دمار. عندها سيدركون أن الأفعال أغنى من الأقوال، وأن الشعب اليمني بعقلائه وقبائله وأطيافه كافة يستطيع بحكمته أن يميز الخبث الإيراني المستتر خلف رداء العصابة الحوثية من الطيب السعودي الإماراتي الذي لن يتوقف عطاء وأملاً، وصولاً إلى يمَن عربي متماسك سعيد. [email protected]