تأمُّلاتُها ..

•أعجب البشر ومن عجائبِ البشر، أهلُ لسانٍ وبيانٍ لا يُجيدون الحِوارَ والتِّبيان .. ومن عجائبِ البشر، مَنْ يدَّعي الجَسارة ثم يهربُ عند أوّلِ غارَة .. ومِن عجائبِ البشر، مَن يتبرَّأُ من الجَشَعِ بأقوالِه غير أنّه يظهرُ في شَمائِلِه وأفعالِه .. فلا تملك إلا أن تقف على الحياد متسائلاً: هل للنفوس أقنعة؟ *** •أكبر المعاجم نستقي المعانيَ من معاجمِ اللغة، فنظنّ أننا نعرفها حقَّ المعرفة .. ثم يحدث أن نلتقيَ بها في معاركِ الحياة، نرى الشّراسة في عيونها، نتذوّق مرارة حنظلها، نصارعُها بكلّ ما أُوتينا من قلوبٍ جاسِرة وعقولٍ ثاقِبة .. عندها فقط ندرك أننا لم نعرف تلك المعانيَ إلا توّاً .. فهل مُعترَكُ الحياةِ إلا مُعجمنا الأكبر؟ *** •أكرم اللهب ويحدثُ أنْ تبحثَ عن شعاعٍ من نور، فيمتدَّ إليك لسانٌ من لَهَب، قد يحرقُك، لكنه حتماً سيُرشِدُك .. قد يكسرك، غير أن فيه جبراً احترازياً لكسرٍ أشرس كان يمكن أن يترصَّدكَ في مقبل الأيام .. قد يُضعِفك اليوم، إلا أنه سيمدّ روحك بالمزيد من الجسارة التي يتطلَّبها الغد .. فهل يليق باللهب والكسر ولحظة الضعف تلك إلا أن تقف لكرمها إجلالاً وامتناناً؟ [email protected]