الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

متى تنتهي عبثية «طراطيع» الحوثي الإيرانية

مرة أخرى تعود إلى الواجهة الصواريخ الباليستية الحوثية، المصنعة بنفس إيراني خالص، تعود إلى واجهة الأحداث من جديد، هذه المرة بشكل مضاعف، إذ حرص الحوثيون على تنويع مناطق استهدافهم للأراضي السعودية، لتشمل أربعة مناطق هذه المرة. ثلاثة صواريخ وجهها الحوثي إلى منطقة الرياض وصاروخان باليستيان إلى منطقة جازان وصاروخ إلى منطقة نجران، وصاروخ باليستي إلى منطقة عسير وتحديداً في خميس مشيط، وجميعها لم تصب أهدافها، وإن كان اعتقادي أن هدفها الرئيس بالنسبة للحوثي لا يتعدى إحداث البلبلة و«البروباغندا» الإعلامية، برغم حرصه وأمله في أن يسقط أحد تلك الصواريخ على الأراضي السعودية، وأن يفلت من قبضة المضادات المتطورة التي تمتلكها السعودية وقوات التحالف العربي. استهداف المملكة العربية السعودية بهذه الصواريخ الباليستية المتهالكة، أو كما أحرص على تسميتها مع عدد من الزملاء بالـ «طراطيع» وهو مصطلح دارج في اللهجة المحلية السعودية، أو كما تسمى في الإمارات بالــ «شلّق»، يعتقد الحوثي عبرها أنها ستثني القيادة السعودية وقوات التحالف عن قراراتها بالتخلي عن الشرعية في اليمن، وتتركها تتفرد باختطاف اليمن السعيد برعاية إيرانية قطرية خالصة، وهي تتجاهل أن السعودية تسعى لحماية المنطقة برمتها من الأزمات والكوارث، ناهيك عن حماية أمنها وحدودها، الذي يعد من أبسط حقوقها وواجباتها في الوقت نفسه. ما يمكنني قوله إن هذه الصواريخ سيحرص الحوثيون على استمراريتها وعدم توقفها، على الأقل حتى بدء عملية عسكرية أشمل، ودعم دولي مكتمل الأركان للتحالف العربي في اليمن، فيما سيسعى الحوثيون لاستهداف مناطق أخرى .. الواضح أن الدعم الدولي مستمر للتحالف العربي، وعدد من الدول التي كانت تعميها التصريحات الإيرانية الحوثية في وقت مضى، بدأت تتضح لها الصورة بشكل أفضل، وبدأت تغير مواقفها إزاء ما يقوم به التحالف في اليمن وعلى الحدود السعودية، ويوماً بعد آخر يظهر لنا مدى فداحة الصمت الدولي تجاه ما تمارسه الميليشيا الانقلابية في اليمن، وحتى التعاطف معها بدواعي «إنسانية مفبركة» هدفها التكسب السياسي فقط. «طراطيع أو شلّق» الحوثي لن تزيد السعودية والإمارات والبحرين وكل دول التحالف العربي، سوى المزيد من الإصرار على اجتثاث هذه العصابة الحاكمة في اليمن، الرد سيكون قاسياً ولكنه سيبقي باب الحلول السياسية مفتوحاً أمام شرفاء اليمن، وحتماً سيظهر تغير واضح على مستوى سير العمليات العسكرية في اليمن، سواء العمليات التي تتولاها مباشرة قيادة التحالف، أو حتى العمليات العسكرية الميدانية، التي تخوضها قوات الجيش الوطني داخل الأراضي اليمنية، وأتوقع أن تكون عملية الحسم قريبة جداً، وربما قبل حلول موسم الشتاء المقبل، سننعم بيمن آمن مستقر، يحكمه اليمنيون أنفسهم ولا يدار من طهران أو الدوحة، كما كان يراد له ذلك. محلل سياسي [email protected]