السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أسبوع مناهضة العنصرية في جنيف

تتعالى الأصوات في أوروبا، أخيراً، بضرورة التأسيس لحوار ثقافي وديني جاد بين جميع أطياف المجتمع باختلاف توجهاتهم الإثنية والعقائدية؛ والمطلع على تاريخ أوروبا الحديث بإمكانه تمييز كيف ومتى بدأت موجة الكراهية ضد المهاجرين خصوصاً المسلمين، وكيف اقترن الإرهاب بالإسلام بعد انتشار مصطلح الإرهاب الذي لم يكن متداولاً عبر مر التاريخ، والفضل يعود إلى وسائل الإعلام الغربية التي أطلقت تسمية العمليات الإرهابية على كل عملية شارك فيها مسلمون أو مهاجرون من أصول إسلامية حتى ولم تكن دوافعهم دينية، وفي المقابل لا يتم تسمية العمليات الإرهابية الأخرى التي لا يشارك فيها غير المسلمين بالإرهاب. وبرغم وجود بعض المفكرين والإعلاميين الغربيين المعتدلين الذين يرفضون الزج بالإسلام في كل عملية إرهابية تشهدها الدول الغربية، ويعتبرون أنها ممارسات فردية لأشخاص شذوا عن الطريق القويم، إلا أن الإعلام نجح في تأجيج الكراهية و«الإسلاموفوبيا» حتى ضد أناس مسالمين ذنبهم الوحيد أنهم مهاجرون، وخير دليل أحداث العنف التي تتعرض لها الجاليات المسلمة وكان آخرها حادثة مقتل الطالبة المصرية مريم عبدالسلام في لندن التي تم سحلها بطريقة وحشية على مرأى مئات الأشخاص في الشارع دون أي تدخل منهم، ولم يتم تسمية هذه الحادثة بالإرهاب من طرف الإعلام. ويعد أسبوع مناهضة العنصرية الذي تنظمه بلدية جنيف مناسبة مهمة للجاليات المهاجرة للتعبير عن رفضها للعنصرية على أساس العرق والدين، ومن خلال الأنشطة والندوات الفكرية التي يتم دعوة المفكرين والسياسيين وممثلي المجتمع المدني إليها، تحاول هذه الجاليات رأب الصدع في المجتمع السويسري وتبديد الصورة السيئة والظالمة التي ألصقت بالمسلمين قهراً.