الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

رحل زايد وبقي أثره

ونحن نمر اليوم بذكرى الاتحاد، نتذكر أنه في مساء الثاني من نوفمبر عام 2004 انطفأت الأنوار، وعم الهم والحزن شوارع البلاد والطرقات، في الثاني من نوفمبر ودع الكون قائداً عظيماً لم يتوانَ لحظة واحدة في أن يستشرف المستقبل لشعبه وأبنائه، حكيم رسم مستقبل بلاده على الرمال، وحولها بفضل تمسكه بالله وإيمانه وتفاؤله، وبعزيمته وإصراره من صحراء رمضاء إلى جنة خضراء. الأب الذي احتوى الصغير قبل الكبير، والمريض قبل الصحيح، والعاجز قبل المقتدر، إنه الأب الذي فارقنا جسده منذ اثني عشر عاماً، ولكننا ما زلنا نردد (بابا زايد)، ما زالت الألسن تلهج بالدعاء له كل صبحٍ وعشية، ما زالت الشوارع تذكر أمره بتزيينها بالنخيل، وما زالت النساء تتباهى بوصايته لهن، ومازال التعليم عالياً راسخاً في النفوس بفضل جعله إلزامياً على أبناء شعبه كافة، ومازال الإنسان معززاً مكرماً في بلاده. زايد الذي أخذ من اسمه نصيب الأسد، فهو فعلاً في كل شيء زايد، وكفه المبسوطة قد غطت عنان السماء وشملت القاصي والداني والمشرق والمغرب. اليوم نحن نعيش كل هذه النعم بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل القيادة الحكيمة والتخطيط المسبق والعمل الدؤوب والاتحاد المبارك لكل هذه الدانات والإمارات السبع، الأمر الذي يجعلنا كلنا أشقاء وإخواناً بالروح لا بالدم، ورغم اتساع الرقعة الجغرافية إلا أن الهوية الوطنية تبقى واحدة وراسخة ومبنية على القيم التي غرسها فينا الوالد القائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وظلت تثمر بجهود أبنائه من بعده. عندما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة (البيت متوحد) فقد صدق في قوله وبان في عمله، نحن اليوم بفضل الله يد واحدة وروح واحدة، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فمن سكن في الشمال له محله في الجنوب، ومن قطن في الشرق له أهل في الغرب، إنها اللحمة الوطنية التي حباها الله إيانا جميعاً، فلا فرق هناك بين أي شخص إلا بالعمل والإنتاج والعطاء، فكلنا نحمل في القلب حب زايد، وينبض الفؤاد بذكر اسم زايد وحبه. تقف الإمارات اليوم على خط التنافسية، فهي تسابق نفسها للوصول إلى المركز الأول عالمياً في كل شيء مرسخة قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «أنا وشعبي لا نرضى إلا بالمركز الأول». [email protected]