الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هل أعلنت أمريكا الحرب؟

أيام قليلة انقضت، منذ تصريحات الإدارة الأمريكية حيال مأساة دوما، التي يجري تقاذف الاتهامات فيها بين الدول العظمى، بينما الضحية هو الشعب السوري والجلاد هو النظام. جميع الآراء ربما دون مبالغة، ترجح ضربة أمريكية متوقعة لتأديب نظام الأسد، في ظل وجود توافق لعدد من الدول بينها بريطانيا وفرنسا، لتأييد وجهة النظر الأمريكية، على الرغم من التصريحات المضادة التي أطلقها النظام الروسي وحلفاؤه للتهويل من ردات الفعل. إذاً نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة، إذ يبدو قرع طبول الحرب مسموعاً في مناطق كثيرة من العالم، ولكنه أكثر صدىً وصوتاً في سوريا، صحيح أنه لا أحد يطمح للتنبؤ بها أو يطمح إليها، ولكن جميع المؤشرات تدل على ذلك. حالة الانقسام الدولية التي كانت عليها الدول قبيل الحرب العالمية الأولى وكذلك الثانية، هي إحدى أهم المؤشرات على قرب اندلاع شرارة الحرب بين الدول العظمى، إضافة إلى وجود حالات توافق سياسي بين دول ضالعة في خضم الصراع، وإزاء قضايا معينة. العالم مليء بالمغامرات السياسية والعسكرية، والتي كانت على وشك تفجر حرب عالمية ثالثة، بدءاً بأزمة الصواريخ الكوبية، ولن تتوقف هذه المناوشات حتماً عند أزمة القرم أو الصراع السوري حالياً. اليوم نحن نشهد مواجهة مسلحة شبه مباشرة في سوريا، فالولايات المتحدة الأمريكية التي سعت إلى التقارب مع بيونغ يانغ، لا تعجبها الهيمنة الروسية وحلفائها الجدد، في منطقة عمليات واشنطن الشرق الأوسط، وهي (أمريكا) أيضاً لا يعجبها الخلطة السياسية التي تسعى روسيا لزرعها في المنطقة، ولذلك رأينا التهديد المباشر من الرئيس الأمريكي إلى روسيا للتنبيه للصواريخ الأمريكية القادمة إلى سوريا. الشيء الوحيد الذي قد يمنع اندلاع هذه الحرب، هو ردة فعل عقلاء العالم، وكذلك درجة ضبط النفس لدى الأطراف المعنية (أمريكا وروسيا)، إضافة إلى ضرورة تولي مجلس الأمن دوره المناط به، لتجنب حدوث المحظور، في ظل التشنج العسكري والسياسي الذي يعيشه العالم، وليس الشرق الأوسط فقط. [email protected]