السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

نضج التعاضد

لفت انتباهي هذه الصحيفة بعددها التاريخي الذي صدر أمس والذي حمل عملاً صحافياً فريداً يعكس حدثين مهمين، الأول في عيد اتحاد الإمارات، صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يرفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة متوسطاً حكام الإمارات في مشهد مهيب يعيد إلى الأذهان الصورة التاريخية لحكيم العرب أبو نهضة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، تلك الصورة التي وثقها التاريخ وهو يرفع العلم معلناً الاتحاد. الصورة الثانية هي بمنزلة صفحة أولى ثانية برأيي كصحافي، حملت عنوان «أهلاً سلمان»، بدت لي كسعودي وكأنها تقرأ ما في قلوب أهل الإمارات الأوفياء تجاه قائد وطني وملكه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. أحسست بأنني أصافح صدقاً كل الإماراتيين وأسمع قلوبهم تقول بنقاء إنسان هذه الأرض الطيبة «أهلاً من أعماق القلب والروح». فشكراً يا إمارات المحبة قيادة وشعباً. يحل الملك سلمان ضيفاً على الإمارات في أكثر المنعطفات التاريخية صعوبة على المنطقة عموماً وخليجنا العربي خصوصاً، لتؤكد مدى عمق العلاقات السعودية ـ الإماراتية ومتانتها، بل الأهم أن هذه الزيارة تعكس بصدق نضج التعاضد السعودي ـ الإماراتي. لا يعتقد أي إنسان في الإمارات اليوم أن صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وهو يقبل جبين الملك سلمان، وأن مبادرته له بتقديم الماء إبان مناورات رعد الشمال، مجرد صور عابرة. إنها محبة نحتت على جدران قلوب السعوديين أكدت أن الإمارات قيادة وشعباً، تضع السعودية في محجر العين وسويداء القلب وتعلي مكانتها كشقيقة كبرى. إن التعاضد السعودي ـ الإماراتي اليوم ليس مجرد صور أو أغان، بل تعاضد استراتيجي على المسرح الدولي يعززه وحدة الموقف والمصير وثبات الرأي وشجاعة السياسة. إن التشابه السعودي ـ الإماراتي في التعاطي الدولي المعروف بالهدوء والعقلانية بالعمل الفاعل دون مفاخرة فارغة، وكذلك نبل الرسالة في إنقاذ الأمة اليمنية الشقيقة يجل من هذا التعاضد منعطفاً تاريخياً يملأ الصدور والذاكرة محبة لا تمحها الأيام خصوصاً بعد أن اختلط الدم الإماراتي بالسعودي في أشرف المعارك. كنت أسمع عن الإمارات قيادة وشعباً وزرتها غير مرة، إلا أنني في شهر مارس الماضي حظيت بشرف زيارة مجلس صاحب السمو ولي عهد أبوظبي ورأيت بعيني ولمست بقلبي وروحي وعقلي من هو هذا الفذ النبيل الذي يضع وطنه وخليجه أولوية تصنع علاقات تاريخية تجبر الأجيال المقبلة للوقف احتراماً لما قدم. أخيراً، باختصار وبكل ثقة عزكم عزنا. عاشت بلادي الإمارات والسعودية. * كاتب وصحافي متخصص في الاتصال ـ واشنطن تويتر : @Hadi_Alfakeeh