السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فن إدارة الكلمات

صباح الخير مع ابتسامة بسيطة كفيلة بأن تحول مزاج يومك من سلبي إلى إيجابي، فقط بنشر طاقة الحب والتسامح صباحاً. الغريب أن هناك فئة من الناس متخصصة في فن النكد والتعاسة الصباحية، مع أن الله سبحانه وتعالى أهدانا الصباح الممتلئ بالخير والبركة، لذلك اقترن لفظ الصباح بالخير. ولكن يظهر لك مجموعة من البشر المتفننين في فن إلقاء اللوم والعتاب ونشر الطاقة السلبية مع بداية الصباح، ليكونوا سبباً لتعكير مزاجك بقية اليوم بأكمله. إن للكلمات طاقات تؤثر على إنتاجية الفرد ونفسيته، وهناك مسارات عديدة للطاقة لا يفقهها بعض البشر، وذلك لجهلهم بأن للكلمة قوة وطاقة تستطيع بها أن تهدم أمة وأن تبني أمة. الكلمات كطلقات الرصاص من الممكن أن تقتل في بعض الأحيان، لأن ذهن الإنسان الإيجابي الواعي يستعد لاستقبال الطاقات والكلمات والموجات الإيجابية من البيئة المحيطة، بعكس ذلك الذي ما يلبث أن يفتح عينيه حتى يظهر منه شرارٌ ناتج عن انبعاث فكره العقيم والسلبي، ليبلو الناس فيه ويبثه إليهم كالأفعى التي تبث سمها في الأرجاء. الكلمات قبل أن تظهر من فم الإنسان تمر بالعديد من العمليات العقلية والنفسية والمشاعرية، فهي تمر بمثلث التفكير قبل أن تظهر للعلن، لذلك يقولون قبل أن تتلفظ بأي كلمة فكر بها جيداً وتخيلها موجهة إليك، قبل أن توجهها للشخص الذي أمامك. الكلمة عبارة عن موجات كهرومغناطيسية تظهر من الدماغ أولاً، ثم تمر بسلسلة من المشاعر فتغذي الفكرة بتلك المشاعر، وبعد ذلك تترجم على هيئة حروف وتتكون الكلمة، هذه الكلمة تكون مصحوبة بالعديد من الأفكار والمشاعر، تماماً كالسهم الذي ينطلق من لسانك ليستقبلها الإنسان الآخر، فإما أن يكون السهم معطراً بطيب الورد والعود، ويكون كمن ألقى زهرةً على قلبك، أو يكون سهماً مسموماً وملوثاً بقباحة تفكيرك ومشاعرك المرسلة، وقد تتفاجأ أحياناً بأن الرد الذي يأتيك نتيجة إرسالك لهذه السهام المسمومة، يكون على قدر اندفاع السهم وطاقته، فيرتد إليك بالقوة والقدرة والسرعة والفعالية أنفسها، فتتفاجأ بأن السهم الذي أصابك وآلمك هو نفسه الذي أطلقته على ذلك الشخص، لذلك لا تنس أن الجزاء من جنس العمل .. وكلما أعطيت فإنك بالمقابل تأخذ على قدر عطائك. اختاروا أطيب كلماتكم وأنفعها فأنتم ملاقون إياها مرة أخرى. [email protected]