الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أيقونة العرب

تحقيق الحلم يتطلب جهداً وإصراراً وعزيمة لا تتوقف منذ لحظة التخطيط له حتى بلوغه والمحافظة عليه من دون كلل أو ملل أو استسلام، ولعل الحالمين في عالم كرة القدم قليل مقارنة بتعداد ممارسيها، وعدد الناجحين من خلالها، عطفاً على تنشئتهم والعقبات التي مرت عليهم مروراً بالظروف التي أحاطت ببداياتهم وصولاً للوقت الذي يصبحون فيه نجوماً يشار إليهم بالبنان، سواءً على مستوى محيط منطقتهم أو تخطي ذلك إلى مستوى العالم. لم يخطر على بال أنصار نادي المقاولون العرب أن أحد أبنائهم سيزأر بصوته يوماً في ملاعب أوروبا، وأن يكون محط أنظار كبرى أنديتها، ولم يكن ذلك ببعيد ففي خمس سنوات أو ما يقرب منها أصبح ابن بسيون نجماً لا يشق له غبار، وأيقونة تلفت الأنظار في إبداع لا يتوقف ونجومية داخل الميدان وخارجه وكاريزما خاصة له وحده وشخصية متزنة لم تؤثر فيها أضواء الشهرة العالمية حتى بات الأطفال الإنجليز يعتبرونه بطلاً قومياً، وهو من غير جلدتهم فكيف الحال بأطفال العرب الذين يفاخرون به مع شيبهم وشبابهم. محمد صلاح له مسيرة تستحق الإعجاب، وهي ملهمة لكل شباب الوطن العربي ليسيروا على نهجه، بل ويحاولوا التفوق عليه، لأن المنافسة أساس النجاح، وعسى أن يكون نجمنا كذلك، فلا نخاف عليه إلاّ من الإصابات، وعليه ألاّ يخاف إلاّ من نفسه.