الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

بين حاجات الطفل ورغبات الكبار

يطمح كثير من الآباء إلى أن يكون أطفالهم على درجة من الذكاء، وعلى قدر من المعرفة، وذلك من خلال توفير قدر من الثقافة المتوافرة، لهذا تكون القصص المنشورة هي بديل يقدمه الكبار لصغارهم من أجل تثقيفهم، فبما أن الطفل يهرب من كتبه المدرسية، إذن لا حل في رفع مستواه الفكري، إلا من خلال ما ينشر لهم من فنون السرد والشعر. ولا عجب إذن أن تحتل فنون القصة والشعر المراكز الأولى من أهمية للطفل، فهو لا يوفر ما يريده بنفسه بل إنما رغبات الكبار هي التي تفرض عليه ما ينبغي قراءته. يقول الكاتب هنري ميللر: «الكتب التي يقرأها المرء وهو طفل مفروضة عليه، محظوظ الطفل الذي لديه أبوان حكيمان». وبما أن القصص يمكن توفيرها بسهولة بغض النظر عن جودتها، والشعر الغنائي تبرعت بعض قنوات الأطفال المذاعة للأطفال في انتشاره بينهم، مع الإشارة إلى أن الطفل حين يمارس هذه الفنون يمارسها بجهد فردي، فالآباء لن يضطروا حين يقدمون لطفلهم الذي يجيد القراءة والكتابة قصة بتبديد أوقاتهم لقراءتها له، ولا أن يقضوا ساعات طويلة أمام التلفاز مع أطفالهم لمتابعة ما يتلقونه، لهذا كانت القصة وكان الشعر بديلين سهلين وخاضعين لشروط يريدها الكبار! بينما مسرح الطفل وسينما الطفل ظلما في منظومة رغبات الكبار؛ نتيجة حاجتهما إلى تكاتف الكبار مع صغارهم، فالمسرح له مكان خاص يذهب إليه الصغير كي يشاهد ما يعرض على خشبته، وكذا الحال مع السينما، فهل الكبار سيخضعون لصغارهم حينئذ في عصر تسبقه مبرراته وعصر التقنيات الحديثة؟ مؤلفة ومدونة